تعزيزات النظام إلى درعا… تشخيص الخاصرة الرخوة

27 ديسمبر، 2016

جيرون

أرسل النظام السوري في الأوان الأخير تعزيزات عسكرية ضخمة، إلى محاور التماس المختلفة، مع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في محافظة درعا جنوبي البلاد، ولا سيما منطقة مثلث الموت، الفاصلة بين محافظات (درعا، القنيطرة، ريف دمشق)، وتأتي الخطوة، وفق ناشطين، في سياق التخطيط لعمل عسكري كبير في المنطقة الجنوبية، في محاولة لتكرار سيناريو حلب.

من جهة أخرى، عدّت مصادر عسكرية داخل الجبهة الجنوبية، أن التعزيزات هي أمر متوقع، وتدخل ضمن تكتيكات النظام العسكرية لتشتيت الفصائل المسلحة، مُوضحة أن عملية الزج بمجموعات متفرقة في محاور محافظة درعا المختلفة هدفها اشغال قوات المعارضة، وإرباكهم بما يقود إلى مناوشات على الأطراف، وانقضاض القوات المهاجمة على أحد المحاور الرئيسة دون أن يستطيع المدافعون مؤازرة ذلك المحور، وهو ما يعني عسكريًا سقوط عديد من الجبهات، مُشيرة إلى أن هذه الخطط مكشوفة ولن تمر على ثوار درعا وفق تعبير المصادر.

وقال الناشط سيف الحوراني لـ (جيرون) إن “تعزيزات بعض الجبهات في محافظة درعا، ليست بتلك الضخامة التي يصورها اعلام النظام، وهي متوقعة واعتيادية، أما مسألة التصعيد العسكري جنوبًا، فهو أمر يُمكن حدوثه في كل لحظة، خاصةً بعد ما حدث في مدينة حلب، نحن في حالة مواجهة دائمة مع هذا النظام، وصراعنا معه صراع وجود لا يقبل القسمة على اثنين، إما أن نفنى نحن، أو نُنهي نظام الأسد بقضّه وقضيضه”.

استبعد الحوراني “تكرار سيناريو حلب في حوران والقنيطرة، فما حصل في حلب لن يتكرر في أي منطقة أخرى،  وتحديدًا في درعا، إذ توجد مجموعة من الوقائع تحدّ من فعالية الطيران الروسي، منها القرب من الشريط الحدودي مع كل من إسرائيل، والأردن، إلا أن الإجرام الروسي والتخاذل الدولي قد يسمحا للمقاتلات الروسية بتدمير مدن بأكملها كما حدث قبل عام، خلال معارك الشيخ مسكين، حينها قصفت المقاتلات الروسية كل ما يتحرك على أرض الشيخ مسكين، قبل أن تتمكن ميليشيات النظام من السيطرة عليها، دون أن يتحرك أحد في العالم، وحلب ما تزال ماثلة جريمة ضد الإنسانية على مرأى من العالم بمنظماته القانونية والإنسانية”.

عن الخلافات داخل الجبهة الجنوبية، وما قد تؤدي إليه من تقهقر سريع أمام عمل عسكري كبير للنظام وحلفائه، قال الحوراني “الخلافات موجودة دائمًا، البيت الواحد يشهد خلافات بين الإخوة، فكيف الحال بوجود أكثر من 70 فصيل مسلح ولكل فصيل قائد، وهناك بوادر لحلّ الخلافات قريبًا، ونمضي باتجاه توحيد الجهد والخطط العسكرية في حوران”.

وشدّد على أن الجبهة الجنوبية “لن تكون لقمةً سائغة للنظام وحلفائه”، دون أن يخفي تكرار الأخطاء في الجبهة الجنوبية وأهمها “عدم تبني استراتيجية عسكرية موحدة، والقصور في الملف الأمني داخل محافظة درعا”، إلا أنه أشار بأن ذلك لا يعني بأي حالٍ من الأحوال “أن تكون الجبهة الجنوبية سهلة أمام أي عمل عسكري قادم، فقد هزمت قوات المعارضة في درعا النظام مرارًا وتكرارً”.

من جهته قال أبو محمد الأخطبوط، نائب قائد فرقة “فجر التوحيد”، لـ (جيرون) إن النظام “يسعى لإشغال معظم جبهات المنطقة الجنوبية بالتحصين والتأهب، وذلك بهدف السيطرة على نقاط ضعيفة، بمعنى سيتحرك على كل النقاط، لكنه سيركز على نقطة محددة، وعندها يمكنه خلق حالة من الخوف والرعب في صفوف المدنيين ويساعد على تفعيل المصالحات”.

توقع الأخطبوط “أن يجري التعامل مع خطط النظام تعاملًا جيدًا، وهناك أسلوب ستتبعه الجبهة الجنوبية لكسر هذه الخطة، على الرغم مما يتم ترويجه عن فصائل الجبهة الجنوبية من تشتت وخلاف، وهناك بوادر جيدة تشير إلى عكس ما يروج له إعلاميًا، وتؤكد أننا على طريق وحدة الصف”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]