روسيا وتركيا تسعيان إلى وقف لإطلاق النار بسوريا؟.. إليك ما تود معرفته عن تحركات البلدين للتوصل إلى اتفاق


تبحث روسيا وتركيا صيغة اتفاق من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في سوريا، بعد أيام من استعادة نظام بشار الأسد وميليشيات أجنبية إرهابية تدعمها إيران بدعم روسي لمدينة حلب شمال سوريا.

وتشكك المعارضة السورية في نية موسكو بالتوصل إلى حل سياسي في الوقت الراهن، سيما وأنها تواصل دعمها لقوات النظام التي لا تزال تهاجم مناطق المعارضة وتسعى لتنفيذ عمليات تهجير جديدة، كما يحصل حالياً في منطقة وادي بردى بريف دمشق، التي يشن عليها النظام هجوماً كبيراً تسبب بقطع المياه عن أكثر من 6 ملايين نسمة بالعاصمة وريفها.

اجتماع الاستانة

ويبدو أن روسيا أبرز حلفاء الأسد، قد وجدت أرضية مشتركة للعمل مع تركيا أبرز حلفاء المعارضة، ويعمل الجانبان على ما يبدو على إطلاق عملية سياسية جديدة، حتى الآن لا تزال الولايات المتحدة بعيدة عنها.

واليوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الروسية بيان لها، إن "وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا خلال اتصال هاتفي على السعي إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، والتحضير لمحادثات سلام محتملة من المزمع أن تجرى في الأستانة عاصمة كازاخستان".

وأضاف البيان أنه تم خلال الاتصال تأكيد "أهمية استكمال الاتفاق على معايير عملية لوقف الأعمال العسكرية (في سوريا) والتفرقة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية والتحضيرات للاجتماع في الأستانة"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

وكان الكرملين قد قال إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أبلغ الأسد، يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أنه ينبغي بعد معركة حلب، التركيز على التوصل لاتفاق لملف السوري.

وقات وكالة "نوفوستي" الروسية، الثلاثاء، نقلاً عن مصدر دبلوماسي روسي - لم تذكر اسمه - قوله إن "العسكريين الروس والأتراك يجرون حاليا في أنقرة مفاوضات مع ممثلي المعارضة السورية حول معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا".

وأضاف المصدر: "تجري حالياً اتصالات بيننا وبين الأتراك مع المعارضين"، وأوضح أن الحديث في المفاوضات يدور حول معايير إعلان نظام وقف إطلاق النار.

وأضاف المصدر أن "الهيئة العليا للمفاوضات" مهتمة بالمحادثات في الأستانة، لكن لم يجر تحديد موعد للاجتماع، لافتاً إلى أن أغلب المشاركين في الاستانة سيكونون من العسكريين لدى كل من المعارضة والنظام.

"لا علم لنا"

يأتي هذا، فيما تحدثت موسكو عن مباحثات تجري، اليوم الثلاثاء، بين المعارضة والنظام، دون أن توضح أسماء من يمثل الطرفين، لكن عضو "الهيئة العليا للمفاوضات" التابعة للمعارضة السورية، جورج صبرا، قال إن "الهيئة التي تضم معارضين سياسيين وممثلين عن فصائل عسكرية لا علم لها بوجود محادثات".

وأضاف صبرا - لوكالة رويترز - "لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع."

وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن "الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبل اجتماع أوسع يحتمل عقده في الأستانة".

ويأتي هذا، فيما تتحدث موسكو عن مشاورات ثلاثية روسية - إيرانية - تركية، بهدف الوصول إلى "صياغة اتفاق سلام" بين النظام، والمعارضة السورية، وبحسب وكالة "انترفاكس" الروسية فإن وزير الخارجية لافروف قال إن "المفاوضات جارية بشأن عقد مثل هذا الاتفاق".

إعلان موسكو

وتعتمد روسيا في تحركاتها الحالية، على أساس ما اُتفق عليه مع تركيا، وإيران، وما عرف بـ"إعلان موسكو"، الذي تضمنت بنوده - التي اطلعت عليها السورية نت - أن "لا حل عسكرياً للملف السوري، واحترام سيادة واستقلال الأراضي السورية، وتوسيع وقف إطلاق النار، وعدم إعاقة المساعدات الانسانية، وتسهيل وضمان اتفاق محتمل بين النظام والمعارضة، ومساندة عقد مؤتمر للطرفين في الاستانة".

وقالت وكالة "انترفاكس" إنه ردا على سؤال حول الصيغ المحتملة لنظام الدولة السورية بعد "التسوية"، أكد لافروف "أن هذه المسألة والمسائل الأخرى المتعلقة بملف التسوية، لا يمكن أن يحلها أحد إلا السوريين أنفسهم في إطار حوار وطني شامل"، حسب تعبيره.

مضيفاً: "موسكو ستكثف تعاونها مع أنقرة وطهران والدول الأخرى بالمنطقة لتسوية الأزمة السورية".




المصدر