ماذا بعد “المصالحة” في مدينة التل؟

27 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

4 minutes

خالد محمد

خرق النظام السوري، اتفاق “المصالحة” المُوقع مع أهالي مدينة التل بريف دمشق، وبدأ يشنّ حملات دهم واعتقالٍ مُتكررة داخل أحيائها السكنية، بذريعة القبض على مطلوبين للتجنيد العسكري، والبحث عن أسلحة، وسط أنباءٍ عن عملية تهجيرٍ ثانية إلى الشمال السوري، يُعدّ لها النظام لمجموعة من أبناء مدينة التل ممن سبق لهم ورفضوا التسوية.

وقال مدير تنسيقية التل أحمد البيانوني لـ(جيرون): إن قوات النظام: “لم تحترم تعهداتها التي قدمتها خلال المفاوضات الأخيرة لأهالي مدينة التل، وقامت باعتقال 20 شخصًا، إذ بدأت هذه القوات بشن حملات مداهمات عشوائية داخل المنازل، كما أنها تعمد إلى اعتقال كثيرين خلال عبورهم الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة.”

وأضاف أن لجنة المصالحة في المدينة “تسلمت أخيرًا، قائمةً تضم أسماء 3 آلاف شاب، يطلبهم النظام لأداء خدمة الاحتياط العسكرية، مُستغلًا الكثافة السكانية التي تعيشها المدنية التي تضم آلاف النازحين من مناطق سورية أخرى.”

يستغل النظام الكثافة السكانية في المدينة؛ لتجنيد مزيد من شبابها في صفوف قواته، ولا سيما مع وجود 30 ألف شاب متخلف عن الخدمة العسكرية. وفق مصادر محليّة.

أشار البيانوني، إلى اعتداءاتٍ وحالات تعذيبٍ تُنفّذها ميليشيا “الدفاع الوطني” الموجودة على الحواجز العسكرية المنتشرة حول المدينة ومداخلها الرئيسة، على الأهالي، فقد أطلق النظام السوري “يد ميليشيا الدفاع الوطني داخل مدينة التل، ومنحهم الحرية المُطلقة، للتحرك بأسلحتهم وجعبهم العسكرية، في مظاهر هدفها دبّ الرعب والخوف في نفوس أهالي المدينة.”

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية، من داخل مدينة التل، لـ(جيرون) أن اتفاق المصالحة: “لم يُحسّن من الحالة الإنسانية المعيشية لقاطني مدينة، فقوات النظام لم تفتح الطريق فتحًا تامًا أمام المدنيين، خلافًا لبنود المصالحة، واكتفت بإزالة بعض السواتر الترابية في حاجز معربا، كما أنها، لا تسمح، في الوقت الراهن، بدخول المواد الغذائية والمحروقات، إلا في حال تقديم (أتاوة) مالية كبيرة، لأحد التجار المواليين للنظام، وهو معروف من الجميع.”

تُعدّ قوات النظام، وفق المصادر ذاتها “لعملية تهجيرٍ جديدة، لما يُقارب 350 شخصًا بقوا في التل، على الرغم من رفض النظام تسوية أوضاعهم، وبقاءهم في المدينة، طالبًا منهم، أيضًا، بل ووصلت وقاحة وفد النظام بأن وجهوا لهم بلاغات للتوجه إلى المركز الثقافي الجديد داخل المدينة، وتسجيل أسمائهم، ودفع رسوم قدرها 15 ألف ليرة سورية، تمهيدًا لترحيلهم قسرًا إلى إدلب.”

وكان حوالي 500 مقاتل، وأكثر من 1500 شاب مطلوب للنظام، من مدينة التل، وصلوا برفقة عوائلهم، إلى محافظة إدلب، في 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد مفاوضات أسفرت عن تحييد المدينة عسكريًا، وحولتها إلى منطقة منزوعة السلاح.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]