أربعة أعوامٍ على (ميلاد الحرية)… كيف كانت المظاهرات حينها؟
28 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
مضر الزعبي: المصدر
(مافي عيد.. مافي عيد.. عنا مافي عيد., صوت رصاص ودبابات وكل يوم عنا شهيد)، (ثورة ثورة سلمية.. إسلام ومسحية)، على وقع هذه الكلمات احتفل ثوار سوريا بأول عيد ميلاد يمر على الثورة عام 2012، ولم ينتظر ثوارها فتاوى، ولم يقف رصاص قوات النظام عائقاً أمامهم، كي يشاركوا أبناء وطنهم الاحتفالات بعيد الميلاد، والذي أطلقوا عليه (ميلاد الحرية) حينها.
ثورة لكل السوريين
خذلهم العالم وتاجر بهم القريب والبعيد، لكنهم تمسكوا بوطنيتهم وآمنوا بحق الجميع في العيش في سوريا الحرة، وفي العام 2012 كانت ليلة الميلاد مميزة في المدن الثائرة، فخرج الثوار للطرقات ووزع (بابا نويل) الهدايا على الأطفال، وكان لمدينة داعل بريف درعا الغربي نصيب من الاحتفالات بليلة الميلاد.
وقال “غسان الجاموس” منسق الحراك السلمي بمدينة داعل لـ “المصدر” إن الفكرة كانت تتخلص بعملنا المستمر في استقطاب الشارع السوري بشكل عام ورفع تهمة الإرهاب عنا وعن الثورة التي كان أعداؤها يحاولون صبغها بطابع الإرهاب وشيطتنها.
وعن احتفال ليلية الميلاد، قال “الجاموس إن الفكرة كانت جماعية من قبل ثوار المدينة، وانطلقت الساعة 12 ليلاً بالتزامن مع الاحتفالات بليلة الميلاد، وتم تزيين ساحة المدينة، بينما وزع بابا نويل الهدايا على أطفال المدينة، لتكون رسالة محبة وسلام لكل السوريين، وأنها ثورة سورية وليست محصورة بطائفة أو منطقة.
وأضاف أن احتفال ليلة الميلاد لم يكن الوحيد، بل سبقه مجموعة من الفعاليات، كان أبرزها قيادة “لمى العيسمي” بنت جبل العرب لمظاهرة في مدينة داعل، إضافة إلى قيادة الحرة “فدوى سليمان” لإحدى مظاهرات مدينة داعل، عبر تطبيق (السكايب) من حي بابا عمر في مدينة حمص.
وأشار “الجاموس” إلى أنه منذ اليوم الأول للثورة كان هناك عمل وطني، وكانت جمعة (أزادي) من أولى الجُمع في ثورة الشعب السوري، للتأكيد على وحدة أبناء الشعب السوري.
الأجراس تقرع في ساحات الزبداني
وينتظر أبناء المدينة على أحر من الجمر أن تقرع أجراس العودة لمدينتهم التي تكالب عليها شياطين الأرض وتجار الدين، لمدينتهم التي غزاها الطائفيون.
وفي العام 2012 كان ثوار مدينة الزبداني بريف دمشق سباقون بالاحتفال بليلة الميلاد، وقال الناشط “علي الأحمد” لـ “المصدر” إنه على الرغم من قصف قوات النظام المتواصل للمدينة، وتهديداتها لأهالي المدينة باقتحامها في حال رفضوا تسليم المنشقين عن قوات النظام، إلا أن كل ذلك لم يمنع ثوار الزبداني من التحضير للاحتفال بعيد الميلاد، ففي صباح يوم 25 كانون الأول/ديسمبر من العام 2012، خرج (بابا نويل) لشوارع المدينة ووزع الهدايا على الأطفال.
وبالتزامن مع قرع الأجراس في كنائس المدينة، اجتمع ثوارها أمام إحدى كنائسها للمشاركة بالاحتفالات بليلة الميلاد، وللتأكيد على ثوابت الثورة السورية، وهي (حرية – مواطنة – كرامة)، وصنع ثوار المدينة شجرة الميلاد وكتبوا عليها أسماء شهداء الزبداني، بحسب “الأحمد”.
وأشار إلى أن النظام جمع كل شذاذ الآفاق من العالم والموتورين الطائفيين لحرق المدينة وتدمير كنائسها ومساجدها، لأن أبناءها آمنوا بحقهم في العيش بعيداً عن الطغيان والعبودية، ولأنهم تمكسوا بسوريتهم ورفضوا حرف الثورة عن مسارها.
ويذكر أن الاحتفالات بليلة الميلاد في العام 2012 عمت معظم المناطق الثائرة في سوريا، فثوار مدينة داريا حملوا الورود وتوجهوا لكنائس المدينة في (ميلاد الحرية) كما أطلق عليه الناشطون حينها.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]