أهالي حلب المُهجّرون يعانون افتقار مقومات الحياة في مراكز الإيواء


زادت العاصفة الثلجية التي ضربت الشمال السوري مؤخراً من معاناة المهجرين من أحياء حلب الشرقية، بعد وصولهم إلى ريف حلب الغربي وإدلب وريفها، لا سيما مع عدم جاهزية مراكز اليواء التي خصصت لاستعيابهم، وغياب وسائل التدفئة والحاجات الأساسية لمكان العيش الجديد.

 

50 ألف شخصٍ هُجّروا من حلب الشرقية تاركين وراءهم الذكريات والقبور، بعد أن عاشوا في الأشهر الأخيرة تحت قصف مكثف من قبل الطيران الروسي وفي ظل غياب فيها  كافة وسائل الحياة والرعاية الطبية والخدمات الإغاثية.

حالة مزرية

يقول الناشط الاعلامي من مدينة حلب “أبو هيثم” والذي نزح إلى الريف الغربي لحلب في حديث لصدى الشام :”إن الناس الذين خرجوا من الحصار يعيشون حالة إنسانية صعبة بكافة المقاييس، بعد أن تم توزيعهم على مراكز إيواء تفتقر لكثير من مقومات الحياة بسبب الأعداد الكبيرة، فقد سكن بعضهم في مدارس يوجد فيها عدد من المدافئ ولكنها قليلة جداً، أما المواد الغذائية فقد قامت الجمعيات الإغاثية بتوزيع بعض منها ولكنها غير كافية لأكثر من أسبوع، مما يُنذِر بأزمة في الفترة القادمة”.

وأفاد “أبو هيثم” أن “منظمة IHH التركية من أكثر المنظمات التي قدمت مساعدات سواء الإغاثية أوالطبية إضافة للبطانيات”، مشيراً إلى أن ” كل أسرة في مراكز الإيواء أقامت في غرفة، ولكن في بعض الأحيان اضطرت أكثر من عائلة أن تسكن في غرفة واحدة، بحسب عدد النازحين في المركز”، معتبراً أن مستقبل النازحين ما  يزال مجهولاً وأنهم سيبقون في مراكز الإيواء في حال لم يتمكنوا من مغادرتها إلى مكان آخر.

 

 

مراكز طبية متنقلة               

وتابع “أبو هيثم” حديثه عن الوضع الصحي وسط تقلب الجو وانخفاض درجات الحرارة الذي أدى لمرض عدد كبير خاصة الأطفال، موضحاً أنه “تم علاج المرضى عن طريق فرق طبية تابعة لعدة منظمات، تنقلت في مراكز الايواء، وتم توزيع الأدوية لهم”.

وكانت مؤسسة إنقاذ الطفولة الخيرية قد أكدت في بيان صادر عنها أن الكثير ممن خرجوا من حلب ينامون في مبانٍ ليست بها تدفئة أو خيام وفي درجات حرارة تحت الصفر، وأن الثلوج الكثيفة أعاقت جهود الإغاثة، مؤكدة أنها حاولت وباقي المنظمات علاج الأطفال المصابين المهجرين وسط هذه الأوضاع، مشيرةً إلى “كثرة حالات بتر الأطراف نظراً لعدم تلقي المصابين العلاج في الوقت المناسب، وإلى أعداد أكبر تعاني الوهن وسوء التغذية”.

 

 العلاقات الاجتماعية تحل مشكلة

من جهته قال مدير منظمة بنفسج في إدلب “فؤاد السيد عيسى” لصدى الشام إن “توزيع النازحين في هذه المرة كان مختلفاً عن باقي المرات، لأن معظم النازحين كان لديهم أهالي في المناطق التي نزحوا إليها نظراً للعلاقات الاجتماعية والقرابة بين أهالي إدلب وحلب، لذا فإن العائلات التي بقيت في مراكز الايواء أقل من المراحل الماضية، بالمقارنة مع أعداد النازحين”.

وأوضح السيد عيسى أنه “من ضمن ما تم تقديمه التي للنازحين من حلب هناك الخدمات الآمنة، إذ يوجد فريق طورائ وفريق إسعاف على مدى 24 ساعة من منظمة بنفسج لتقديم المواد الاساسية والإسعافات الأولية”، وأضاف “سيتم تقديم منحة مالية متعددة الاستخدامات بقيمة 110$، لحوالي خمسة آلاف عائلة”.

 

 

بعض الطعام لسد الرمق

وتابع السيد عيسى أنه “تم استئجار عدد من المنازل للنازحين من قبل عدة منظمات، ونحن كمنظمة بنفسج قمنا باستئجار 70 شقة في ريف إدلب، وزعنا فيها الجرحى وعوائل المصابين والأيتام، أما بقية النازحين فقد تم توزيع غالبيتهم في مراكز الإيواء سواءً مدارس أو مخيمات، وقمنا كمنظمة بتجهيز ثلاثة مراكز منها في مدينة أريحا، وقد استجابت المنظمات الإنسانية لمتطلبات النازحين ضمن الإمكانيات منذ لحظة استقبالهم، وتم تقديم بعض المواد الغذائية الجاهزة وبعض البطانيات لهم فور وصولهم”.

وأعرب السيد عيسى عن أسفه لعدم تمكن المنظمات من الاستجابة لكافة حاجات النازحين من حلب بسبب الامكانات القليلة المتاحة، موضحاً انه تم جمع عدد كبير من التبرعات لأهالي حلب إلا أن تأخر الحركة اللوجستية والمالية التي تفرضها بعض المنظمات الدولية أدى إلى تأخير الخدمات والمشاريع المقدمة”، متوقعاً تطوراً إيجابياً في الأيام القادمة، ومؤكداً أن “الكثير من العائلات قامت بتقديم المساعدات إلى النازحين بشكل فردي إلى جانب المنظمات”.

تهجير سريع

ومن الصعوبات التي واجهها أهالي حلب المهجرين بحسب السيد عيسى هي “سرعة نقل الأهالي من حلب بعد الاتفاق الأخير، إذ لم يكن هناك تحضير مسبق لمثل هذه العملية، ما جعل تجهيز الأماكن أمراً صعباً على المنظمات”.

وكانت الكثير من التجمعات الشعبية والمجالس المحلية والفعاليات في المدن والقرى بريف حلب الغربي و إدلب وريفها قدمت مساعدات لأهالي حلب المهجرين، ليكونوا ضيوفاً جددًا في الأراضي المحررة، في الوقت الذي احتفلت فيه قوات النظام والميليشيات الايرانية بخروج الأهالي من منازلهم.

 

 



صدى الشام