‘التشكيلي حسن رسلان: دلّوني على لون آخر مناسب للحالة السورية أكثر من الأسود!’

28 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
4 minutes

[ad_1]

مستعيناً بذاكرة ذات مخزون بصري مأساوي، يصور التشكيلي السوري “حسن رسلان” في لوحاته الفنية التي تنتمي للواقعية الرمزية معاناة السوريين بكل أبعادها في الداخل وفي المخيمات الباردة، وفي بلدان اللجوء.
في مرسمه المتواضع بمدينة كيليس الحدودية التركية ينهمك خريج “معهد فتحي محمد للفنون التشكيلية” في حلب في العام 1986 بالعمل على لوحاته التي تنقلنا إلى عالم متشح بالسواد، وذلك تحضيراً لمعرض فني مزمع في مدينة اسطنبول، هو الثاني له في تركيا، والرابع له كفنان تشكيلي.

 عن تلك المعارض يقول الخمسيني “رسلان” لـ صدى الشام:”أقمت معرضاً في دمشق في العام 1995، ومن ثم شاركت بمعرض جماعي آخر أيضاً في دمشق، وهنا في تركيا شاركت في معرض جماعي في مدينة غازي عينتاب التركية في الشهر الماضي، برفقة التشكيلييَن عماد الدين غنايمي، وأحمد كيبار، أما المعرض المزمع فسيكون في استنبول بعد حوالي شهر من الآن بمشاركة الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد حلوة”.

لماذا كل هذا السواد في لوحاتك؟ يجيب “رسلان” عليّ بسؤال : “دلوني على لون آخر مناسب للحالة السورية؟”.

في مسيرته الفنية تنقل رسلان بين عمان وبيروت ودمشق، قبل أن يستقر في مدينته حلب، ليعمل في تجارة الخيوط إلى جانب الرسم، في بلد لا مكان فيه للفنان الذي اختار التغريد خارج سرب نظام الأسد.

في العام 2014 تعرضت كمية إنتاج الخيوط التي كان يتاجر بها للحرق بعد أن طال القصف المستودع ، كما تعرض منزله في حي باب النيرب بحلب للدمار، ما أدى إلى تحطّم 35 لوحة فنية، كان يعتبرها رسلان “حصاد العمر”.

 

“بعض اللوحات التي دمرت في حلب استغرق إنجازها أكثر من ستة أشهر، وكانت بمثابة التأريخ لمدينة شارك العالم في دمارها، من خلال التخطيط لهذه الحرب المجنونة، انتقاماً من الشعب الذي طالب بالحرية”. يجيب رسلان

وعلى إثرها قرر رسلان النزوح مع عائلته المكونة من عشرة أفراد إلى تركيا، واستقر في مخيم حدودي، لمدة تزيد عن العام.

“في المخيم كانت الإجراءات الأمنية المشددة تحول دون حريتي، ولذلك قررت الخروج منه إلى مدينة كيليس، التي تشبه مدننا السورية”. كما يقول.

وبغرض تأمين نفقات أسرته، يعمل رسلان اليوم في رسم “البورتريه”، ويشهد مرسمه إقبالاً من السوريين والأتراك على حد سواء، ويتابع “أتقاضى لقاء رسم الصورة الواحدة مبلغ 50 ليرة تركية، وأتدبر بهذا المبلغ على بساطته مصروف أسرتي، ونفقات شراء المعدات اللازمة للرسم”.

يؤكد رسلان، أنه “لم يتلقَّ مساعدة من أي جانب رسمي تركي أو سوري، لكن مع ذلك القادم أفضل، والأمل دائماً موجود، ونحن من نصنع الظروف”.
في إحدى لوحاته المسماة بـ”الهجرة”، ما زالت أيادي السوريين الغارقين في البحار ممدوة، على أمل أن يمسك بها أحدهم، ويعقّب رسلان”ستظل أياديهم ممدودة، وستظل أصواتهم تطارد هذا العالم الذي تعامى عن نصرة الشعب السوري”.

يرى رسلان، أن تصوير الواقع السوري بحاجة إلى الواقعية، لا إلى التجريد، فالمأساة ذات معالم واضحة، مختتماً حديثه لـ” صدى الشام” بدعوة السوريين إلى الوحدة والتكتل فيما بينهم، للوصول إلى إسقاط النظام.

 

[ad_1] [ad_2] [sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]