لن أبكي ماء دمشق .. فليس بعد الموت موت
28 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
كومنت: السيناريست والكاتبة سلمى كركوتلي
لن أبكي ماء دمشق ولن أحزن على الشام أكثر مما أحزن على كل تلك الآلام التي مرت علينا خلال ست سنين مرعبة……….. دمشق اليوم تحترق بحرب الماء كما احترق كل ما حولها بالنار من قبل .. احترق ريفها واحترقت غوطتها واحترق عنبها وتفاحها .. احترق زبدانها وتفاحه السكري .. احترقت الداليات في دارياها .. احترقت عاداتها وسلامها احترقت وداعة اهلها .. دمشق احترقت قبل ان تحرق بالعطش……دمشق عطشى وحلب تحت الرماد…..دمشق عطشى وادلب في مرمى الموت…….دمشق عطشى وأطفال سورية يموتون بكل أنواع الموت… دمشق عطشى والسوريون يغرقون بالثلج تحت الخيم…….دمشق عطشى ترى مالذي يحدث لاولادها للمعتقلين تحت الارض في أقبية الجحيم … دمشق المحتلة عطشى … دمشق عطشى لكرامتها قبل ان تعطش مستجيرة بالماء… دمشق عطشى لرجالها وربما يكون أشرف لها أن تموت من العطش بعد قطع شريانها الوحيد من أن تعيش الذل أكثر تحت بسطار محتل ولا من مجير……………
يا أهل الشام انتفضوا فليس بعد الموت موت…يا أهل دمشق من كل حدب وصوب لا ملاذ آخر لكم فدافعوا عن وجودكم الأخير…….يا أهل الشام انتفضوا فالموت بالنار أشرف من الموت على التراب الجاف عطشاً والماء على بعد خطوة………..
يا أهل الشام انتفضوا فليس بعد الموت موت.
“فيس بوك”