السعودية تدعو إيران لترتيب أوضاع قدوم حجاجها بعد غيابهم العام الماضي


كشف وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن أنه تمت دعوة إيران لترتيب أوضاع قدوم حجاجها، مؤكداً ترحيب المملكة "بقدوم الحجاج والمعتمرين والزوار كافة دون النظر إلى جنسياتهم أو انتماءاتهم المذهبية".

ومنعت إيران حجاجها من أداء فريضة الحج الموسم الماضي، وتبادلت الرياض وطهران الاتهامات حول المسؤولية عن ذلك.

وتأتي تصريحات وزير الحج السعودي التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية اليوم بمناسبة انطلاق اللقاءات المجدولة مع رؤساء وفود مكاتب شؤون الحج لأكثر من 80 دولة في وزارة الحج والعمرة بهدف تنظيم إجراءات قدوم الحجاج من دول العالم الإسلامي ودول الأقليات كافة.

وأوضح بنتن أن "هذه اللقاءات تأتي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمناقشة تنظيم قدوم حجاج هذا العام 1438 هـ من أقطار العالم الإسلامي ودول الأقليات كافة، وتزويدهم بالتعليمات المنظمة لشؤون الحج في المملكة، بما يمكن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، والبناء على نجاحات موسم الحج الماضي".

وفيما يتعلق بدعوة وفد شؤون الحج في إيران، فقد بين وزير الحج السعودي أن "المملكة ترحب بالحجاج الإيرانيين، وحجاج العالم الإسلامي كافة".

وأشار إلى أنه "تمت دعوة وفد شؤون حجاج إيران لهذه اللقاءات لترتيب أوضاع قدوم حجاجهم وما سيقدم لهم من خدمات".

وأكد أن "حكومة خادم الحرمين الشريفين ترحب بقدوم الحجاج والمعتمرين والزوار كافة دون النظر إلى جنسياتهم أو انتماءاتهم المذهبية، وحرصها على تطبيق الأنظمة والتعليمات الهادفة لتيسير موسم حج هذا العام على أكمل وجه."

وكان يفترض أن يؤدي 64 ألف إيراني مناسك الحج الموسم الماضي، ولكن في نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية (رسمية)، أن "الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب"، حسب بيان أصدرته آنذاك.

بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.

وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، "روح الله الخميني"، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".




المصدر