السوريون في المهجر يساهمون في إعالة السوريين بمناطق سيطرة المعارضة


كثير من السوريين المقيمين خارجها والمنتمين بأصولهم للمناطق التي لم تعد تحت  سيطرة نظام الأسد، حملوا على عاتقهم مسؤولية إعالة البلد والنهوض بها من عدة نواحٍ سواء عن طريق تمويل مشاريع تنموية صغيرة عبر أشخاص معنيين بالداخل أو مساعدة أسرهم ومدها بمبالغ مالية شهرية فضلًا عن إرسال أموال للفقراء والأيتام وأبناء المعتقلين.

“أصحاب الخير” لقب أطلقه السكان الفقراء على من يمولهم بمبالغ مالية ومساعدات غذائية ومنزلية بحسب الحاجة والوقت من الجالية السورية في الخارج، خاصة بعد أن أضحت معظم العائلات في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد بلا رجال معيلين (معتقلين، شهداء) وسط الدمار في البنى التحتية لغالبية المنشآت الصناعية والتجارية المؤدي لتدهور الوضع المادي للسكان وانتشار البطالة.

يتحدث “عامر” من ريف حلب الجنوبي مع “صدى الشام” عن استلامه شهريًا مبلغًا ماليًا لا بأس به يتخطى المليونين أحيانًا من أقاربه وأصدقائه في المهجر الذين يقرضون جزءًا من أموالهم هناك بما يصب بمصلحة المتضررين من المعارك في سوريا، ويوزعها عامر على أبناء قريته ومحيطها من المحتاجين أو وفق ما يوصيه واهب المال حول الفئات التي يجب أن يستهدفها.

بينما أوضحت “أم محمد” من ريف حمص الشمالي أنها أرسلت ابنها الشاب إلى لبنان كي يعيلها ماديًا من جهة وحرصًا على حياته من جهة أخرى بعد استشهاد زوجها في معتقلات نظام الأسد وبقائها بلا مردود مالي يسد رمق عيشهم، فقد عمل هناك بورشة نجارة وبات يرسل لها شهريًا راتبًا ما تؤمن به حاجيات منزلها وأطفالها الصغار.

على الصعيد الفردي والجماعي ساهم أثرياء المهجر السوري في مساعدة أبناء بلدهم في المناطق المحررة ولا سيما بعض الفرق التطوعية أو الجمعيات والرابطات الخيرية.

بهذا الخصوص قال ” نبيل جغلي” المنسق في (رابطة أهل الخير) بمدينة إدلب: “نستقبل باستمرار أموالًا عن طريق أقربائنا وزملائنا والتجار المتصلين بهم في الخارج نعيل بها شهريًا قرابة 250 عيلة، يستلم العمل مجموعة من الشباب والفتيات العاملين بشكل تطوعي، ويكون التوزيع لهم حسب طلب الداعم إما نقودًا أو احتياجات ملموسة من أغذية وأدوية وألبسة وغيرها”.

من جانب آخر شرحت “أم محمود” رأيها بما سبق كونها أحد المستفيدين من مثل تلك الأعمال، شاكرة الجهود المبذولة في دعم السوري لأخيه، متمنية منهم توزيع المال بشكل دائم حتى يسخروها بما يلزمهم أو يسعون لتوفير فرص عمل لهم، فأحيانًا يعطوهم سللًا غذائية أو احتياجات أخرى قد لا تنفعهم أو يكونوا اكتفوا منها سابقًا.

فقد استدعت انعكاسات المراحل الصعبة في سوريا تضافر جهود السوريين أجمع، سواء المتواجد داخلها أو المغترب عنها منذ زمن بعيد أو قريب، في محاولة لإرساء الدعائم الاقتصادية المتبقية، أو لإعانة الشعب الذي بات أكثر من 80% منه تحت خط الفقر وفق منظمة الأسكوا.

 



صدى الشام