مدير جمعية (عطاء): نسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي للمحاصرين في سوريا


وليد غانم: المصدر

ساهم الصراع المتواصل منذ ما يقارب الست سنوات في سوريا بخلق حالة عجز لدى عامة الناس، فضلاً عن الفقر الذي بات يرزح تحته معظم السكان، وبات تأمين المستلزمات الأساسية للعيش الكريم أمراً صعب المنال، لذا وُجدت جمعيات خيرية إغاثية ساهمت بتقليص حدة المعاناة عن المدنيين، وأمدتهم بأساسيات الحياة.

جمعية “عطاء للإغاثة والتنمية” هي إحدى هذه الجميعات التي عملت في سوريا ومع اللاجئين السوريين في دول الجوار، وركّزت الجمعية نشاطاتها في سبعة قطاعات عمل، وعلى رأسها قطاع “الأمن الغذائي وسبل العيش”.

إذ ترى الجمعية في سياستها الإغاثية، بحسب مديرها العام، خالد العيسى، أن الحصول على الغذاء والمحافظة على حالة غذائية ملائمة، عنصران أساسيان لضمان استمرار حياة الناس خلال الصراعات، كما أن توفير سبل عيش كريمة للناس يُعتبر من أهم مقومات صمودهم في هذه الحالات.

ويحتوي هذا القطاع على عدة مشاريع؛ أهمها مشروع السلال الغذائية المُخصصة للعائلات الأشد تضرراً من حركة النزوح المستمرة داخل البلاد، بالإضافة للعائلات السورية اللاجئة في دول الجوار، وتُقدم هذه السلال لهم كمساعدة إغاثية عاجلة.

كذلك تعمل الجمعية على تزويد الناس بالخبز والطحين ضمن مشروع خاص ومستمر دوماً لأهمية هذه المادة للعائلات السورية، أما بالنسبة للأطفال فكان لهم مشروع خاص بتأمين نوع الحليب المناسب لمرحلتهم العمرية؛ بسبب تعذر الحصول على غذاء صحي لهم لاسيما الإرضاع الطبيعي في هذه الظروف المشحونة بالرعب والخوف وسوء التغذية.

وفي ظل الحصار المطبق على العديد من المدن والبلدات والقرى السورية كان لا بد من توفير مادة غذائية عالية المنفعة لهم، لذلك وجدت جمعية عطاء في التمر باعتباره أعلى الفواكه احتواءً على السكريات منفذاً لها في تأمين هامش غذائي صحي للناس، وركزت على توزيعه داخل سوريا.

بالإضافة لما سبق توجد حملتان سنويتان مستمرتان دوماً، هما حملة إفطار صائم في شهر رمضان؛ حيث يتم توزيع وجبة ساخنة وطازجة للصائمين في معظم المناطق السورية خلال هذا الشهر.  وحملة أضاحي العيد؛ حيث تقوم الجمعية بشراء وذبح وتوزيع لحوم الأضاحي في كل سنة خلال أيام عيد الأضحى.

من جانب آخر يشير العيسى، إلى أهمية المساعدات الإغاثية، لكنه يؤكد في ذات الوقت على الرؤية التنموية للجمعية، وسعيها لتفعيل دور السوريين في كفاية أنفسهم دون عناء انتظار المساعدة من أحد، ويذكر العيسى هنا المشاريع الزراعية التي تقوم بها الجمعية في ريف دمشق المحاصَر، بهدف تأمين مصدر غذائي للسكان، وفرص عمل للشباب، فضلاً عن ضخّ مواد غذائية في السوق المحلية الداخلية بالريف وبأسعار مقبولة، وهو نموذج مصغَّر من هدف الجمعية بإنشاء مجتمعات سورية مكتفية ذاتياً.






المصدر