السوق الالكترونية… طريقةٌ جديدةٌ لبيع السّيارات في إدلب

29 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

3 minutes

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

يأخذ بيع السّيارات شكلاً جديداً في ريف إدلب، مع ظروف الحرب التي تعيشها البلاد، ومع دخول مئات السّيارات الأوربية المستعملة إلى سوريا، في نهاية العام 2013، بعد سيطرة الثّوار على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، حيث أصبحت صفحات التّواصل الاجتماعي مكاناً لعرض السّيارات وبيعها، وخلال دقائق معدودة يمكن أن تبيع سيّارتك، بعد أن كانت تنتظر الأيام الطّوال أمام المكاتب.

وبعد أن أصبحت مكاتب السّيارات هدفاً لطيران النظام، والذي يعتبر أي تجمّع للسّيارات هدفاً لطيرانه، وبعد أن شهدت المنطقة الكثير من سرقة السيارات من أمام المكاتب، والعديد من عمليات النصب والاحتيال من قبل أصحاب مكاتب وهميين، بات أصحاب السيارات يبحثون عن بديل عن تلك المكاتب.

وظهرت طريقة جديدة لبيع السّيارات، دون الحاجة لعرضها أمام مكاتب السّيارات لعشرات الأيام، ويكفي أن ترسل صورة سيارتك إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو غرف المحادثة الجماعية وتحدّد سعرها، مع وضع رقم هاتفك الجوال، حتى تأتيك عشرات المكالمات، وتبيعها وأنت تجلس في بيتك، دون الحاجة إلى دفع رسوم لصاحب المكتب.

وأحد أشهر هذه الأسواق سوق سرمدا للسّيارات الحديثة والمستعملة، على “الفيس بوك”، وهناك سوق سراقب للسّيارات، وسوق أورم الكبرى والعديد من الأسواق الأخرى على صفحات الانترنت، كما أنّ العديد من غرف المحادثة الجماعية، تحوّلت إلى أسواق لبيع السّيارات والكثير من الحاجيّات.

ويفضّل الكثير من السّوريين هذا النوع من التجارة، حيث تعتمد الطّريقة الجديدة على البيع المباشر للسّيارة دون الحاجة إلى الوسيط، وخاصة مع انتهاء تسجيل الكثير من السيارات المسجلة في سوريا، وعدم وجود أوراق للكثير من السّيارات الأوربية المستوردة، ويكفي أن تكون بحوزة المالك أوراق العبور من المعبر فقط، كما أنّ المشتري ليس بحاجة غلى نقل الملكية أو الفراغة، كون ثمن السيارة يدفع نقداً، ويكفي حضور شاهدين فقط على عملية البيع.

ومع أنّ الحرب في سوريا أتت على البشر والحجر، وحوّلت البلاد إلى أثر بعد عين، إلّا أن الحياة استمرّت بجميع تفاصيلها، وليست سوريا بعيدة عن التطوّر الحاصل في جميع بلدان العالم، على الرغم من الكثير من الجراح والأزمات التي عصفت بالبلاد.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]