النظام يوزّع ألقاب الزعامة على شبيحته في السويداء

29 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016

5 minutes

المصدر: رصد
منحت سلطات النظام بالتواطؤ مع أزلامه من وجهاء محافظة السويداء، خلال الأسبوعين الماضيين، لقبي “الباشا” و”الأمير” إلى إثنين من تجار الحرب التابعين له من أبناء المحافظة، في خطوة اعتبرها الأهالي “إهانة” لتاريخ جبل العرب واستخفافاً برموزه، خصوصاً أنه خلال المئة عام الماضية، كان سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى، قد حمل لقب الباشا منفرداً، في حين حمل لقب الأمير العديد من وجهاء العائلات الكبرى ذوي المكانة الاجتماعية الجيدة بين الناس.
وكشفت صحيفة “العربي الجديد” أن نظام بشار الأسد بدأ بتمرير لعبة جديدة في المحافظة، حيث قامت قياداته الأمنية بمنح لقب “الباشا” لرجل يدعى “سيطان مرشد”، وهو معروف بارتباطاته الأمنية وعلاقاته الوثيقة مع جهات إيرانية، إضافة إلى علاقته المفضوحة مع وئام وهاب، الحليف اللبناني الدرزي للنظام في سوريا.
ويتاجر مرشد، حسب العديد من الأهالي، بتهريب مادة “المازوت الداعشي” من السويداء وإليها، وهو ما أثار موجة استياء عامة في المحافظة أخذت طابع السخرية والتهكم، خصوصاً مع حدث مشابه آخر سبقه بأيام، وهو منح لقب “أمير” لأحد أذناب النظام أيضاً، وهو “كمال أبو عساف”.
ونقل المصدر عن الناشطة نورا الباشا، أنه كان لهذه الألقاب تأثير على المجتمع المحلي في المحافظة في الماضي، “لكن التطور الفكري أبطلها، لا سيما بعد وفاة أشخاص كانوا يحملونها، وكانت لهم مكانة كبيرة واحترام لدى سكان المحافظة”. وأشارت إلى أن “النظام اختار أزلاماً له ومنحهم ألقاباً فارغة، لكن سرعان ما تحول هؤلاء إلى مادة للسخرية، والتندر”.
وبحسب منصور العياش، أحد أبناء السويداء، فإن “لقب الباشا أطلق فقط على قائد الثورة سلطان الأطرش، أما لقب الأمير فكان يطلق على أصحاب المضافات الكبيرة في الجبل، ومعظمهم كانوا من عائلة الأطرش الإقطاعية، أو من عائلات كبيرة أخرى، بينها عائلة مرشد.
أما لقب الباشا فيعني لأهل السويداء سلطان الأطرش، كما أن سلطان الأطرش يعني الباشا”. وأضاف “هذا اللقب لا يمنح إلا لمن قام بالثورة وحرر البلد من الاستعمار، لأنه لقب يفتخر به أبناء المحافظة”.
وعن “الباشا” الجديد، يقول العياش “يريد النظام أن يذل أهل السويداء بإعطاء هذا اللقب لأكثر الناس سوءًا في المحافظة، فاختار اللص مهرب المازوت الداعشي ومنحه هذا اللقب. وما أريد قوله على الملأ أن لا باشا سوى سلطان الأطرش”.
ولفتت الصحيفة إلى إطلاق الألقاب الجديدة من باشا وأمير تزامن مع زيارة العقيد الروسي في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية يوري زامانوف، برفقة نائب رئيس المكتب التنفيذي التابع لحكومة النظام في محافظة السويداء، المهندس أنور زين الدين، وعدد من مسؤولي النظام في السويداء، “مضافة” سلطان باشا الأطرش في قرية القريا، ذات القيمة الاجتماعية الكبيرة لدى سكان المحافظة، في خطوة أخرى لكسر مقدسات المنطقة وتشويهها، خصوصاً أن هذه “المضافة” كانت يوماً غرفة عمليات حقيقية في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وقام الفرنسيون بإحراقها عند ملاحقتهم لسلطان باشا الأطرش، ما أعطاها قيمة رمزية تتمثل بدحر المحتل الفرنسي عن البلاد، وهو أيضاً ما أكد أن زيارة الوفد الروسي إلى هذا المكان بالذات ما هي إلا إهانة جديدة وواضحة من النظام والاحتلال الروسي لكل مقدس وتاريخ يشكل هوية السوريين هناك.
اقرأ أيضاً: ضباطٌ روس في (مضافة) قائد الثورة السورية الكبرى
وكانت “المصدر” علمت باجتماعٍ حرى الشهر الماضي في جرمانا، نصب فيه أحد “الوجهاء” الجدد في السويداء نفسه “أميراً” خلال مأدبةٌ أقيمت هناك، وهو ما أثار حفيظة أهالي محافظة السويداء، وذلك لرمزية التسمية التي ترتبط بموروث جبل العرب.
الناشط خالد القضماني من أبناء السويداء، قال لـ “المصدر” أن المدعو “كمال أبو عساف” المدعوم من قبل أجهزة النظام الأمنية، أقام مأدبة لعدد من الشخصيات في محافظة السويداء بالإضافة لمجموعة من الشخصيات المحسوبة على النظام بمدينة (جرمانا) بريف دمشق، مشيراً إلى أن شخصاً يدعى “جمال الربيعي” وهو مما يعرف باسم “مجلس شيوخ القبائل العربية” المقرب من النظام، قام بتسمية “كمال أبو عساف” كـ (أمير)، وقال إن المأدبة كانت مجهزة من أجل هذه الأمر، حيث ان كان أبرز الحضور فيها شخص يدعى “فادي برهان” وهو عراب ملات التشيّع في سوريا، بحسب القضماني.
اقرأ أيضاً: (شبيحة) النظام يتجاهلون الموروث الشعبي للسويداء ويسمّون أميراً جديداً يتبع لهم

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]