اسواق الحرب.. تجارة تنعش الغوطة الشرقية

microsyria.com أبو الحسن الأندلسي

في ظل الحصار وافتقار الريف الدمشقي المعزول عن محيطه، للأسواق والمتاجر، تنامت في الغوطة الشرقية مؤخرا ظاهرة “أسواق الحروب” وخاصة مع انتهاء السنة الخامسة للثورة السورية، والرابعة للحصار الخانق على بلدات ريف دمشق الشرقي.

أسواق الحرب أو أسواق ما يطلبه المحاصرون، ممن باتوا يعرفون أن مطلبهم مهما كان حجمه أو أهميته، فسوف يجدونه في السوق التي تحوي على كل شيء من أثاث منازل، وأدوات الصناعة، وبقايا هياكل السيارات، والملابس، والمفروشات، والأحذية والمعادن، وتطول القائمة.

ويقول “محمد أبو عابد” وهو من أهالي الريف الدمشقي المحاصر والعامل في تلك الأسوق لـ “هيومن فويس” أن سوق الحرب الذي يشمل كل الاحتياجات، وينافس – برغم دماره-  أكبر المؤسسات التجارية من حيث التنوع، ما هو إلا مخلفات حرب، وأنقاض بيوت مهدمة، أو أثاث منزل لعائلة مهاجرة باعت أغراضها، أو تركة شهيد، وحتى للأسف من الممكن ان تكون بعض السلع من المسروقات.

اقرأ أيضا: شجرة ميلاد توثق جرائم النظام بمدينة دوما

الأسعار في سوق الحرب منخفضة جدا، بسبب القصف المستمر، وتناسب الجميع، بحكم الظرف الذي أفقد السلع قيمتها الأصلية، والأهم من ذلك هو عدم توفر الأمان أو الاستقرار، وكثرة عمليات التنقل والتهجير والنزوح.

وأضاف: نشتري ونجمع أي شيء من العائلات ومن الأنقاض أو الأماكن المدمرة ونأتي بها إلى السوق ونفرزها ثم نقوم بتسعيرها، ويأتي إلينا المشترون من الناس الذين تعودوا على ترميم بيوتهم ومفروشاتها من بقايا الغير، لأنها رخيصة جدا، وتعبر حلا مثاليا ومؤقتا بسبب القصف المستمر، الأمير الذي يعتبر السبب الرئيسي وراء انتشار هذه الأسواق التي عمادها مخلفات وباقيا العائلات، والبيوت المدمرة، في الغوطة.