فتوى لشخصيات سورية ومصرية وسعودية بخصوص اندماج الفصائل تشعل جدلًا كبيرًا
1 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
أفتت شخصيات سورية وسعودية ومصرية وعراقية بوجوب إتمام الاندماج بين فصائل عسكرية عديدة أبرزها حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني، معللين فتواهم بأن هناك وعدًا أطلقته الفصائل بتحقيق هذا الاندماج، محملين من يتخلف عن ذلك إثم “فشل الثورة” بحسب وصفهم؛ حيث تم نشر الفتوى على القناة الرسمية للداعية السعودي “عبدالله المحيسني”.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالردود على موضوع الفتوى المنشور؛ حيث اعتبرها العديد من المغردين على موقع تويتر أنها بمثابة “إعلان حرب”، و”دعوى للتغلب” و”تدمير للجماعات”.
وأكد “أبو عزام الأنصاري” القيادي البارز وعضو مجلس الشورى في حركة أحرار الشام الإسلامية أنهم خرجوا من هذا الاندماج المطروح؛ حيث قال في تغريدة له: “أيَّدنا الاندماج يوم ظنناه شاملًا للساحة، وخرجنا منه عندما أصبح استقطابًا يهدد الثورة السورية وأهل السنة فيها”.
وعلق الدكتور في أصول الفقه والداعية السورية “أيمن الهاروش” على الفتوى قائلًا: “لَيّ الذراع وتدمير الجماعة والتغلب حلال لبعض الفصائل حرام على غيرها، هذه سياسة ومنطق بعض الأفاضل”.
ورد الشيخ “أبو العباس الشامي” على محتوى الفتوى، مؤكدًا أن قائد أحرار الشام الإسلامية بالأصل اتفق مع قادة تسعة فصائل على مشروع موحد قبل الاتفاق بين الفصائل المذكورة في نص الفتوى، وأنه تم تأخير إعلان الاتفاق مع الفصائل التسعة بهدف جمع فصائل الساحة جميعًا، متسائلًا لماذا لا يتم مطالبته بتطبيق الاتفاق الأول، ولماذا يطالب تطبيق فقط الاتفاق الثاني؟.
وغرد أحد مؤسسي “جبهة النصرة” سابقًا الشيخ صالح الحموي في وسم (إعلان الحرب) قائلًا: “من يقرأ هذه الفتوى وهذا البيان أول ما يتبادر لذهنه أن الخلافة الإسلامية قامت بحشد من الأمة كلها، أفتيتم بتأثيم من لم يلتحق بهذا الاندماج دون ذكر دليل واحد، بل حملتموهم مسؤولية اصطلام (استئصال) الثورة الله أكبر بمَ استندتم؟ مع احترامي للمشايخ الموقعين فقط خمسة منهم فاعلون الشيخ المحيسني والمهدي ومظهر والقحطاني وأبو الصادق، وهؤلاء خمسة من أصل اثني عشر”.
وعلق القيادي البارز في أحرار الشام وعضو مجلس الشورى “خالد أبو أنس” على الفتوى قائلًا: “أيها المشايخ الفضلاء: الاعتصام حق لا ريب فيه والدعوة إليه واجب فليتكم توضحون أن هناك أكثر من اندماج مطروح، وأن أيّ خيار لن يكون صاحبه في النار، أنا مع الاندماج ولم أخف موقفي ولكني أرفض أن أساق كالقطيع لأمر اجتهادي فيه سعة وأرفض أسلوب التهديد والتحريض والابتزاز”.
وغرد عدد من النشطاء والسياسيين والشرعيين تحت وسمي “لا لشرعنة التغلب” و”الدين ليس مطية”؛ حيث قال السياسي البارز “لبيب النحاس”: من الغريب استعمال فتاوى لفرض اندماج تم نقده لأسباب موضوعية وواقعية وليس لأسباب شرعية، كلنا مع توحيد الصف.. الشرع انتقائي عند هؤلاء، انقلابات خشنة ثم ناعمة، والآن انقلابات شرعية بفتاوى كهنوتية، لم يتركوا سبيلًا لتدمير الساحة إلا وسلكوه”.
وأضاف: “الكثير من شرعيي فرض الاندماج بالتغلب والفتاوى هم أنفسهم شرعيو الانقلابات وشق الصف… الشرع انتقائي عند هؤلاء حان الوقت لأن يتصدر الساحة علماء الشام الحقيقيون ونتجاوز أزمة شرعيي الضرورة والصدفة”.
وقال “عماد الدين خيتي” عضو المكتب العلمي في هيئة الشام الإسلامية: “أما علماء الشام ومجاهدوها وشعبها فقد رفضوا مشروع القاعدة ورموه عن قوس واحدة، ومظاهرات يوم الجمعة خير شاهد”.
وفصل الشيخ والباحث الشرعي “ماهر علوش” مسألة “الاعتصام” قائلًا: “من الاعتصام والاتحاد ما يكون على صفة الاندماج الذي يجمع كافة أعضاء الفصائل في قيادة واحدة، وتجمع واحد، وقرار مركزي واحد… ومنه ما يكون على صفة التنسيق أو التجمع الجبهوي، والذي تحافظ فيه الجماعات على كياناتها العضوية، إلا أنها تخضع لقيادة مركزية واحدة… وما يفتي به بعض المشايخ من تعيين صورة واحدة للوجوب لا يتصل بشيء من العلم، وهو محض تَحَكُّم في دين الله تعالى”.
وقال ” عبد الوهاب أبو علي” القيادي في جيش الإسلام:”من يشرعن التغلب فإنه يستبيح دماء المسلمين ممن خالفوا هواه ومن يستبيح دماء المسلمين لن ينصرهم أبداً”.
وتساءل قائد صقور الشام أبو عيسى الشيخ قائلاً: ” هل يضمن الموقعون عن رب العالمين عصمتهم من خطأ يكلفهم جرة قلم ويكلفنا دماً معصوماً وأنفساً زكية أجُرأَة على النار؟ وإن أعظم من الخطأ في الفتوى هو فرضها على الناس كأنها قرآن لا يأتيه الباطل وشيطنة كل من يُعرض عنها واتهامه بتفريق الصف”.
يُذكر أن أبرز الموقعين على بيان فتوى وجوب اندماج الفصائل الممثلة في فتح الشام وأحرار الشام والحزب التركستاني وجبهة أنصار الدين ولواء الحق وحركة نور الدين الزنكي هم: الداعية السعودي عبدالله المحيسني وأبو الحارث المصري، وأبو محمد الصادق وأبو الفتح الفرغلي المصري، والداعية السعودي مصلح العلياني.
وكانت 10 فصائل ثورية أبرزها جبهة أهل الشام وصقور الشام وفيلق الشام ولواء شهداء الإسلام (داريا)، وجيش الإسلام، أطلقت مبادرة بهدف الوصول إلى جسم قوي جامع للفصائل يبدأ بالتقريب بين المكاتب العسكرية والسياسية والشرعية للفصائل انتهاءً باندماج كامل.
صور ضوئية للفتوى