قصور الطبابة يرافق نازحي حلب إلى ريفها الغربي


جيرون

تتزايد الضغوط والصعوبات المعاشية والصحية على النازحين من أحياء حلب الشرقية إلى ريف المدينة الغربي، فقد بقيت المستشفيات في تلك المنطقة، عاجزة عن معالجة كثير من الحالات، في ظل نقص المعدّات والمستلزمات واِلملاكات الطبية.

حول الأوضاع في المنطقة قال مدير مكتب “هيئة شام الإنسانية” في حلب، أبو مجاهد الحلبي، لـ (جيرون): “الأوضاع المعاشية للناس في الريف الغربي ما دون الوسط، بسبب الكثافة السكانية وقلة فرص العمل، وهناك نسب بطالة مرتفعة جدًا، فالأُسر الكبيرة المؤلّفة من 20 فردًا، قد لا تجد من يعيلها إلا شخص واحد، وتتفاقم الصعوبات في فصل الشتاء؛ بسبب ارتفاع أسعار المحروقات”.

وأفاد الحلبي بأن أوضاع الواصلين من أحياء حلب الشرقية “تتفاوت بين السيئة والمقبولة، فبعضهم تلقى دعمًا معقولًا من جمعيات إغاثية، إذ استقبلت ‘هيئة شام الإنسانية‘ على سبيل المثال، عددًا لا بأس به من المُهجّرين، وحضّرت لهم مجمّعات مجهّزة بالمستلزمات، وكل عائلة جرى استقبالها في غرفة مستقلة، وجرى نقل ذوي الإصابات الخطِرة إلى تركيا، أما الإصابات الباردة فاستقبلتها المستشفيات الميدانية في ريفي حلب وإدلب، وسط نقص في المعدّات والمستلزمات والملاكات الطبية”.

من جهتها، أشارت “منظمة الصحة العالمية” إلى أن مستشفيات غرب حلب تعجّ بالمرضى، مؤكدة أن بعض المرضى يعاني تلفًا في المخ أو العين أو أمراضًا مزمنة مثل السكري، كما أن أطراف بعضهم مبتورة، مُشددة على ضرورة الاستعجال في نقلهم إلى مناطق يتوافر فيها العلاج.

إضافة إلى ذلك، أفادت جهات عاملة في الشأن الإغاثي والطبي بأن نسبة كبيرة من سكان الأحياء الشرقية، النازحين إلى بلدات دارة عزة، والأتارب في الريف الغربي، وخصوصًا من الأطفال والنساء، بحاجة إلى دعم نفسي وإعادة تأهيل؛ لأنهم تعرضوا لهزّات وصدمات عنيفة في أثناء فترة الحصار التي عاشوها، وخلال ترحيلهم، وهو ما ينبغي التركيز عليه وتكثيف الجهد لتأمينه وتغطيته.

جدير بالذكر أن فصائل الجيش الحر الموجودة في الريف الغربي جميعها وقّعت على اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة رغبتها في الالتزام به، ومشيرة إلى التزامها بمثيلاته في المرات الآنفة، وبحسب الحلبي، “فإن المدنيين في الريف الغربي فرحين ومتفائلين بهذه التهدئة، وبالنسبة لهم وللواصلين الجدد، هي فرصة لإعادة ترتيب أمورهم الحياتية، أما الجيش الحر فوافق على الهدنة، وصادق عليها من أجل المدنيين، لكن أيدي مقاتليه على الزناد، كما وصف المتحدث باسم الجيش الحر أسامة أبو زيد”.




المصدر