مدنيو اليرموك… حصار مزدوج دون أمل بالخلاص


جيرون

يعاني المدنيون القاطنون في ساحة الريجة الخاضعة لسيطرة “جبهة فتح الشام” داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، من حصار مزدوج تفرضه قوات النظام السوري والميليشيات الفلسطينية المتحالفة معها، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ ما أدى إلى أوضاع إنسانية صعبة جدًا، ولا سيما على الأطفال.

وكان تنظيم الدولة قد فرض حصارًا مُطبقًا على المنطقة منذ أشهر، بعد أن تحصنت داخلها “الجبهة” مع عشرات المدنيين، قبل أن يسمح للعوائل بالدخول إلى المخيم، ومنه إلى المناطق المجاورة؛ للحصول على بعض المواد الغذائية بكميات محدودة يوافق عليها عناصر التنظيم.

لم تقتصر نتائج الحصار وتداعياته على قلة المواد الغذائية والتموينية، بل تعدّته إلى الملف الطبي؛ إذ أدى الحصار المُطبق المتواصل إلى ظهور أمراض تعجز النقطة الطبية الوحيدة في المنطقة عن معالجتها، نتيجة الافتقار إلى أبسط الأدوات والمواد الطبية اللازمة.

وعن ذلك قال الناشط عبد الرحمن جهاد لـ “جيرون”: إن “الحصار متواصل منذ أشهر، وهو حصار مزدوج، فمن الشمال قوات النظام وميليشيا القيادة العامة، ومن الجنوب ‘داعش‘، ما جعل المنطقة تفتقر إلى أبسط حاجات البشر، إذ ليس لدينا أدوية لمعالجة إنتان معوي، أو نزلة برد (الكريب)، وأعتقد أن كل هذا العالم مسؤول عن هذه الجريمة المتواصلة بحق شعب سورية بأكمله”.

الحصار المتواصل على المدنيين في ساحة الريجة، وبحسب عدد من ناشطي اليرموك، بات جزءًا من عملية سياسية مُعقدة، مُرتبطة بطبيعة التسويات المتعلقة بدمشق والمنطقة برمتها، مُشيرين إلى أن النظام السوري اعتمد ‘داعش‘ أداة لتفتيت منطقة جنوب دمشق، بينما يكتفي هو بحصارها، لافتين إلى أن المحادثات بشأن تسوية شاملة لمنطقة جنوب دمشق “تطورت كثيرًا في الآونة الأخيرة، وربما قريبًا تصل المنطقة إلى اتفاق شبيه بما حدث في داريا وغيرها”.

من جهته قال أبو جهاد، أحد ناشطي اليرموك، لـ “جيرون”: إن “المفاوضات بشأن إخراج مقاتلي “جبهة فتح الشام” إلى إدلب متواصلة، ضمن خطط النظام لاستعادة السيطرة على الجنوب الدمشقي بشكل كامل وفق مفاهيم “المصالحة والعودة إلى حضن الوطن” إلا أنها مُتقطّعة وتتضمن كثيرًا من العقبات المرتبطة بطبيعة المنطقة والقوى العسكرية المتنازعة التي تتقاسم السيطرة على مناطق وأحياء جنوب العاصمة، هل سيتم هذا الأمر؟ وكيف؟ ومتى؟ هذا مازال من المبكر الحكم عليه”.

يُذكر أن عدد سكان مخيم اليرموك كان في عام 2011 أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، في حين لم يبق داخله حاليًا سوى 6000 آلاف شخص، وقضى في المخيم أكثر 190 مدنيًا؛ بفعل الحصار المتواصل منذ صيف العام 2012؛ حتى اللحظة.




المصدر