‘خبير: تغييرات محتملة في بنود الهدنة حسب مواقف الدول المشاركة بالمفاوضات’

2 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

4 minutes

أعلنت فصائل المعارضة السورية في بيان نشرته اليوم أن هناك فروقات بين الوثيقة التي وقّعتها مع روسيا بخصوص وقف إطلاق النار وبين تلك التي وقعها نظام الأسد، مشيرةً إلى تصريحات المسؤولين الروس ولا سيما مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة الذي نفى شمل فتح الشام في الاتفاق، بخلاف ما ورد في البنود، وهو ما طرح سؤالاً عن رد فعل الجانب التركي إزاء ذلك باعتباره طرفًا أساسيًا ضامنًا للاتفاق.

واعتبر الخبير في الشأن التركي ناصر تركماني أن أنقرة تحاول تحقيق توازنٍ بين استهداف الإرهابيين من جهة، وعدم تأثر الجيش الحر بهذا الاستهداف.

وقال تركماني لـ “صدى الشام”: “إن تركيا تعتبر أنه إذا كان لا بد من استهداف المنظمات الإرهابية فليتم استهدافها جميعها بما فيها فتح الشام وتنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية” مؤكّدًا أن بيان الخارجية التركية شدد على استثناء الإرهابيين من الهدنة لكنه ترك تعريفهم لمجلس الأمن الدولي، وتوقّع أن تلزم تركيا الصمت حتى مؤتمر آستانا كنوع من حسن النية وذلك لحل الملف السوري بعد خذلان الموقف الأمريكي.

وأضاف أن سبب سعي تركيا إلى تحقيق هذا التوازن يعود لسعيها إلى تجنيب المعارضة السورية الاستهداف بسبب وجود جبهة فتح الشام في مناطق سيطرتها، مؤكّدًا أن أبرز الحلول في هذا السياق هو توحّد الفصائل في كيانٍ واحد بمعزل عن فتح الشام، لكنه توقّع ألّا يتم استهداف الأخيرة قبل بدء المفاوضات في العاصمة الكازخستانية آساتانا.

ولفت تركماني إلى أن الأتراك لديهم الكثير من الثقة بالموقف الروسي، ويتم الحديث حاليًا عن شراكة استراتيجية بين الجانبين لإنهاء المعارك في سوريا، وتابع أن “هناك أمور عميقة في العلاقة الروسية التركية لا تظهر للإعلام، لكنها ربما تتوضح بعد مؤتمر أستانا، ومن أبرز هذه الأمور مصير جبهة فتح الشام وكيفية محاربة تنظيم “داعش” في الرقة ووجود القوات الكردية في شمالي سوريا”.

وتوقّع أن تزداد الشراكة بين أنقرة وموسكو ولا سيما بعد استهداف الأخيرة لمدينتي الباب وتادف إلى جانب الطيران التركي، معتبرًا أنها رسالة من الأتراك للأمريكان بأنهم محميون من الروس.

وفيما يخص دور تركيا في مراقبة سريان وقف إطلاق النار في سوريا والخروقات بيّن تركماني أن هناك نوع من الضمانة بالالتزام بوقف إطلاق النار، ولا سيما على الجبهات الحساسة التي تهم الأتراك والروس مثل الريف الشمالي لحلب والريف الشمالي لحمص وريف ادلب، معتبرًا أن الاتفاق هو ضمان للجيش الحر بعدم استهدافه من قبل الميليشيات الشيعية التي كانت متعطّشة لمهاجمة محافظة إدلب.

وأردف أن معظم الخروقات التي تحدث حاليًا هي بعيدة عن الحدود التركية كالمناطق حول دمشق، ومن الصعب على تركيا أن تؤثّر في هذه المناطق لأن نفوذها ينخفض باتجاه الجنوب.

وختم بأن ما يجري الآن هو مجرد بداية ومن الممكن أن تتغير بعض الأمور في الهدنة، وتتبدّل بنود أخرى حسب مواقف الدول التي ستدخل لاحقاً على خط المفاوضات.

وكانت تركيا وروسيا وفصائل المعارضة قد توصلوا لاتفاقٍ يهدف لوقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية، على أن تبدأ المفاوضات بين الأطراف السياسية في العاصمة الكازخستانية آساتانا في حال نجاح الهدنة.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]