داعش والأسد.. العملة الواحدة


عبد الكريم البليخ

كم من سوري فضّل ركوب أهوال البحر، باتجاه بلدان اللجوء، إما هربًا من حكم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو خشية من سَوقه إلى التجنيد الإجباري في الحملات التي تنفذها قوات الأسد في صفوف الشباب داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها. فتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ونظام الأسد وجهان لعملة واحدة.

كأن الأسد والتنظيم، يتفقان في السرّ والعلن، على قتل وتشريد وسرقة السوريين وتهجيرهم، بدليل الحال الذي وصلوا إليه اليوم، وهم يتوزعون في جهات الأرض كافة.

من يتابع إصدارات (داعش) يكتشف كم ينشغل هذا التنظيم بترويج فكرة العنف، ففي إحدى التسجيلات، ينحر أعضاء في التنظيم رفيقًا لهم من روسيا، بذريعة أنّه كان عميلًا للاستخبارات الروسية.

وفي المقابل، من يقرأ اعترافات بعض الهاربين من التنظيم، يدرك -دون عناية- أن نظام بشار الأسد وملالي طهران وتنظيم (داعش) يعملون سويًا، وبتنسيق مباشر، وعلى أعلى المستويات، فأرتال التنظيم العسكرية تمر من نقاط تفتيش تابعة لنظام الأسد[!]، دون أن تتعرض لإطلاق رصاصة واحدة!

مقاطع الفيديو القليلة التي تأتي من “عاصمة الخلافة” (الرقة)، ومن مدن وبلدات يحكمها التنظيم تُظهر بما لا يدع مجالًا للشك أن عناصر التنظيم في فتاويهم وفي سلوكياتهم لا يمتون إلى عالم البشر بصلة.

حوّلت هذه العصابة، حياة الناس البسيطة إلى ألوان من الأسى، وهو ما نراه على وجوه الرجال الذين فُرض عليهم إطلاق لحاهم فرضًا بقوة السلاح.

تعاليم الدين الحنيف السمحة لا ترتبط بإطالة اللحية من عدمها، وإنما بالتعامل الحسن، والعشرة الطيبة، وهذا هو السرّ الحقيقي في إحياء العلاقة الوجدانية الطيبة مع الناس، عموم الناس.

أراد تنظيم (داعش) بجبروته وبسيفه البتّار أن يقوّض حياة الناس، ويفرض سيطرته وهيمنته على عباد الله البسطاء، وبقوة الإفتاء الجائر.

الإكراه السابق، وممارسات تنظيم (داعش) الإرهابي وأجنداته العسكرية والاجتماعية تتقاطع مع أهداف نظام الأسد. حقيقة، فهما وجهان لعملة واحدة.




المصدر