ماذا قال ناشطو درعا عن العام 2016 وما هي أمنياتهم للعام 2017؟


مضر الزعبي: المصدر يختلف نشطاء درعا في أمور عدة، ولكنهم يُجمعون على أن العام 2016 هو (عام حوران الأسود)، فلم توثق كاميراتهم أي انتصار لتشكيلات الثوار، بعكس السنوات الماضية، وكانوا محل اتهام طول الوقت كباقي الفعاليات الثورية في المحافظة. ووجد نشطاء درعا أنفسهم أمام جهد مضاعف بين تصويب الأخطاء الداخلية لتشكيلات الثوار وإيضاح الصورة للشارع السوري الثائر. file1.png

درعا بلا انتصارات

وقال الصحفي “بشر أحمد” لـ “المصدر”: “في نهاية العام 2014 أذكر أنني كنت أعد تقريراً لحصاد العام، وهو تقرير تلفزيوني طويل استمر لأربعة دقائق، لم أستطع خلالها أن أذكر كل النقاط التي تمكن الثوار من تحريرها في الجنوب السوري، نتيجة كثرة تلك المواقع”. وأردف أنه في العام 2015 تم تحرير مجموعة من المواقع ومنها (اللواء 82 – اللواء 52 – معبر نصيب – مدينة بصرى الشام) وغيرها من النقاط، “أما الآن وأنا أعد حصاد العام 2016 أول جملة كتبتها، (للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة يمر عام كامل على مهدها دون أدنى إنجاز عسكري ضد قوات النظام فيها)”. وأضاف أن محصلة العام 2016 ليس فقط تراجع وعدم إنجاز لفصائل الجنوب ضد قوات النظام، بل خسارة فصائل الجنوب مناطق هامة لصالح قوات النظام، منها مدن وبلدات (الشيخ مسكين – عتمان – الفقيع)، بالإضافة (للكتيبة المهجورة) شرق بلدة إبطع، واقتصرت إنجازاتها بالسيطرة على تل الحمرية شمال القنيطرة، وهو بالأصل كان في يد الثوار وسيطرت عليه قوات النظام، لتتمكن فصائل الثوار من استعادته في معركة (قادسية الجنوب) في شهر أيلول/سبتمبر الماضي. وأثناء مقابلته لقائدة تشكيلات محافظة درعا، أكد “احمد” أنهم أجمعوا على أن هناك عدة أسباب لتراجع الجنوب في العام 2016، أهمها السبب التنظيمي، ففصائل الجنوب والتي يتجاوز عددها 50 فصيلا، وتتبع للجبهة الجنوبية، بالإضافة للفصائل الإسلامية، ليس لها قيادة عمليات، وليس هناك تنسيق كامل بينها، والسبب الآخر اختلاف توازن القوى عقب دخول الطيران الروسي أجواء حوران بداية العام 2016، ووجود الخبراء الروس الذين ساهموا بتحصين مواقع قوات النظام. وختم الصحفي “بشر الأحمد” حديثه قائلا: “إن الثوار في السابق كانوا يقاتلون جيش النظام الغير محصن والغير مدرب، بالتالي كانوا يحققون إنجازات سريعة وخاطفة وكبيرة، ولكن الآن يقاتلون ضباطاً روس، بإسناد الطيران الروسي، بالإضافة للميلشيات الشيعية التي تم استقدامها بغزارة إلى الجنوب السوري، ونذكر أن أول انكسار للثوار في الجنوب السوري كان في منطقة مثلث الموت، عقب استقدام هذه الميلشيات”. file12.png

المجتمع الدولي يخدر تشكيلات الثوار

وقال الصحفي “محمد الحوراني” لـ “المصدر” إنه في عام 2016 عمل المجتمع الدولي على تخدير الأطراف النشطة في الثورة السورية عبر الهدن التي كانت يرعاها مجلس الأمن ممثلاً بالمبعوث الأممي (ستيفان ديمستورا)، وكانت تهدئة الجبهات تحت بند الهدن هي السبب الرئيسي في هدوء جبهات واشتعال جبهات أخرى، ضمن سياسة التفرقة، مما مكن النظام من السيطرة على مدينة حلب. وأشار إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية في العام 2016 كانت تعتمد على التخدير، بينما كان حلفاء النظام يعملون على فرض قرارات سياسية على الأرض، فالروس بسطوا نفوذهم على مناطق جديدة في سوريا، مما عزز موقف النظام في الجانب السياسي. وأضاف “الحوراني” بأن هدوء جبهات محافظة درعا كان بسبب تواجد تنظيم (داعش) الذي بدأ باغتيال عدد كبير من القيادات الثورية في المحافظة، مما أجبر الثوار على محاربة التنظيم واجتثاثه قبل أن ينتشر. وأكد الصحفي “محمد الحوراني” في ختام حديث أن العام 2016 كان في غاية السوء على جميع السوريين، فقد شهد عمليات تهجير جماعية، بالإضافة لاتباع سياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي في معظم المناطق السورية، وكانت سيطرة النظام على غوطة دمشق الغربية ضربة قاسية للثوار في سوريا. file13.png

الأمنيات للعام 2017

وبدوره، قال مدير مؤسسة (يقين) الإعلامية “معاوية الزعبي”، لـ “المصدر” إنه في العام 2017 لا أمنية سوى توحد الفصائل والثوار تحت راية واحدة، لأن هذا التوحد هو من سيجلب جميع الأمنيات والغايات الأخرى، ومنها انتصار الثورة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية في سوريا. وأردف “نتمنى في العام القادم أن يتم العمل على تخفيف معاناة الشعب السوري، من خلال ضغط المجتمع الدولي على نظام الأسد وحليفه الروسي لإيقاف حملاتهم ضد المدنيين”. وعن الخوف من وصول قطار التهجير لمحافظة درعا، قال “الزعبي”: “من خرج في ثورة قبل ست سنوات خبر هذا النظام ومستوى التخاذل العالمي والدولي تجاه القضية السورية، ولن يرعبه موضوع التهجير أو ترك بلاده، فالثورة هي في قلب هذا الشعب، وإن كان التهجير بخصوص ما جرى في مدينة داريا وباقي مدن غوطة دمشق الغربية، فإن أي شعب في العالم لن يستطيع تحمل مستوى الحقد والعنجهية ومستوى القصف الذي استخدمه النظام وميلشياته الطائفية وحليفهم الروسي”.




المصدر