"دخَلَت بخانة اليهود والصليبيين".. مؤسس "حزب الله" ينتقد إيران: أوفدت لنا أطروحات مذهبية سخيفة


انتقد مؤسس "حزب الله" اللبناني والأمين العام السابق له، صبحي  الطفيلي، الدور الإيراني في سوريا، واستخدام طهران لـ الدين كحجة لدعم نظام بشار الأسد الذي يخوض حرباً شرسة ضد الشعب السوري.

الطفيلي قال في مقابلة لمجلة "غارجيك حياة" (الحياة الحقيقية) ونشرتها صحيفة "يني شفق"، اليوم الثلاثاء، إن إيران تسعى للاستفادة من الحملة الغربية على المسلمين، ظناً منها أنها تكسب بهذا نفوذًا خارج حدودها، وشدّد النقد لها معتبرًا أنّها بذلك تدخل تحت خانة أعداء الدين من اليهود والصليبيّين.

وبيّن رجل الدين الشيعي سياسة إيران المتبعة في تجنيد المقاتلين الشيعة للقتال في سوريا، مشيراً أنها تطلب منهم القتال بحجة حماية القرى الشيعية، ومرقد السيدة زينب، ثم اختلقت حجة أخرى وقالت للمقاتلين: "نذهب لقتال التكّفيرين قبل أن يصلوا إلينا"، ثم ادعت الدفاع عن المقاومة وخط الممانعة.

وأضاف الطفيلي: "حتّى اليوم لا يقال للناس نحن في سوريا للدفاع عن النظام، ومع ارتفاع عدد قتلى الحزب هناك، وعدم توقف الحرب، أنا متأكد بأنه لولا الحاجة والفقر لما ذهب أحد من المقاتلين في هذه الأيام".

وانتقد الطفيلي النفوذ الإيراني في لبنان وتدخلهم في شؤونه وقال: "ابتلينا بقيّمين في طهران على الملف اللبناني، ومعهم مستشارين إيرانيين منتدبين إلى لبنان، كما يحبّون أن يصفوا أنفسهم اليوم بسوريا".

وفي رأيه بقضية بروز الطائفية وأسبابها، رأى الطفيلي أنها قديمة قدم الصراع على السلطة بين المسلمين، مشيراً أن "كل طامح كان يسعى لجمع جند له بحجة نصرة وجوه الصحابة والسيدة عائشة، أو الدفاع عن أهل البيت والسيدة الزهراء".

مضيفاً: "لكن الكل يعلم أنّ الصحابة وأهل البيت رضوان الله عليهم كانوا يدا واحدة، ولم يفترقوا رغم تعدد وجهات نظرهم في بعض الأمور، لكنّ لخداع الناس عن دينهم، وتحريضهم على قتل بعضهم، تكونت المذاهب التكفيرية، الّتي تستحلّ دماء وأموال المسلمين ظلما، وبُنيت حولها روايات وقصص من صناعة الوضّاعين، وحمتها ودعمتها بالمال والرجال الدويلات المذهبية، ومكّنتها من عقول الناس ونفوسهم".

"الحريق المذهبي"

وبحسب الطفيلي فإن إيران لعبت دوراً في نشر الحريق المذهبي في المنطقة، إذ لفت إلى أن أطروحات مذهبية سخيفة وفدت من طهران إلى لبنان، وقال إن تلك الأطروحات "يخجل منها العلماء"، لا سيما المتعلقة بنشاطات في أيام شهر محرم وغيره، وأفكار متعلّقة بأهل البيت، وبناء مقامات لأضرحة وهمية لا وجود لها، وطرح مفهوم لولاية أهل البيت والحاكم باسمهم؛ "أشياء لا يمكن أن يقبل بها أحد" وفقاً للطفيلي.

وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان الطفيلي التقى قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، قال الطفيلي: "لا أذكر أني التقيت به، ولا أحبذ فكرة معرفتي به، ولا أعرف عنه إلا ما تتناوله وسائل الإعلام. نسال الله أن يهديه للحق".

وفي قراءته لمستقبل سوريا قال: "أعتقد أنّ الغرب يسعى لتدمير سوريا تماما، وتمزيقها، كما يفعل بالعراق، لكن أتوقع أن يشهد في سوريا مقاومة عنيفة وطويلة. نسأل الله أن تتكلّل بالنصر للإسلام ووحدة المسلمين".

أما عن تركيا، فاعتبر الطفيلي أنها "لا تُحسد على وضعها اليوم، فهي في ظل الفوضى والحروب بالقرب من حدودها، وانتشار المنظمات الإرهابية في داخلها، الممولة من أصدقاء تركيا (الأعداء)، وإقدام الغرب الحليف الوثيق على محاولة الانقلاب في الصيف الماضي، ودخول روسيا الجار الشمالي على خط الفتنة في سوريا الجار الجنوبي لتركيا".

وأضاف: "من الجيد أن تتمكّن تركيا خلال عملية درع الفرات من إعداد مكان آمن وواسع للسوريين داخل سوريا، يسد حاجة السوريين الهاربين من الموت، ويبعدهم عن أبواب دول العالم المقيت".




المصدر