رياضة كمال الأجسام بين رغبة الشباب وصعوبات الحياة
3 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
وقت القراءة دقيقة
كدر أحمد: المصدر
مع استمرار الصراعات العسكرية في سوريا، وتقطيع أوصال البلاد، إذ باتت كل بلدة تحت سيطرة قوة لها قوانينها، السبب الذي جعل بعض الفعاليات الشبابية في حالة شبه توقف في معظم المدن السورية، ونتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المدنيون في سوريا، باتت رياضة كمال الأجسام من النشاطات القليلة في ظل ما تعيشه سوريا.
ويحاول شباب من بلدة القحطانية (كري سبي) إعادة هذا النشاط إلى المدينة، حيث تفتتحوا نادياً لبناء الأجسام تحت اسم (برخُدان)، وتتميز الصالة بأنها مخصصة للجنسين، ويتواجد فيها أجهزة كمال الأجسام وتمرينها، ليتوافد العديد من الشبان بمختلف الأعمار إليها، كما يميّز هذه الصالة آلاتها الحديثة وموقعها المتميّز، ووجود فترة خاصّة بالإناث تحت إشراف مدربين مختصين.
وتستقبل الصالة الأطفال ذوي الخمس سنوات وحتى 23 عاما، والذين يتلقون تمارين خاصة بهم من حركات قتالية، كما تم وضع برنامج خاص للفتيات اللواتي يتراوح أعمارهن بين الـ 18 و23 سنة، ويتراوح برنامجهن اليومي بين الرشاقة وتخفيف الوزن، مع القيام بتدريبات من قبل مدرّبة متخصّصة.
وقال المدرب وصاحب الصالة “ألان أحمد” لـ “المصدر”، إن افتتاح نادٍ رياضي بهذا الحجم كان حلماً قديماً لديه، وأكمل: “رغم أنني مدّرس لغة إنكليزية، لكن بسبب الظروف الحاليّة لم استفد من شهادتي، فاتّجهت إلى الرياضة، ويستقبل نادي (برخدان) جميع الأعمار من جميع الفئات، وكمال الأجسام رياضة تجمّل الجسم لتزيد ثقة الشخص بنفسه، وكنت قد لعبت في ألمانيا وتركيا ودمشق واليونان والقامشلي، وأخيراً في تربه سبيه، وأود أن يستفيد الشباب من خبرتي المتواضعة”.
ومن جانبه، قال أحد المدربين في النادي، ويدعى “حسين جنيد” لـ “المصدر”: “رغم أنني مختص في العلوم إلا أنني ولمحبتي بهذه الرياضة وتواصلي في اللعب في العديد من الصالات منذ سنين، أصبحت لدي الخبرة لتعليم الشباب والأطفال عن كيفية ممارسة هذه الرياضة”، وأضاف “أنا ألعب (المويتاي) وأدرب الأطفال من عمر 6 إلى 26 سنة يومياً، وذلك على حركات قتاليّة جديدة وجولات مختلفة”.
والتقت “المصدر” عدداً من الشباب الذين يرتادون النادي، وقال الشاب “محمد” أنه يأتي يومياً للتدرب على كمال الأجسام، وأضاف بأنه بعد انقاطعه عن جامعة البعث في حمص التي كان يدرس فيها ويمارس نفس الرياضة في صالة المدينة الجامعية، يأتي إلى هذا النادي لقضاء أوقات فراغه بسبب الاهتمام الذي يقدّمه النادي للاعبين.
وأردف بأنه لاحظ زيادة النشاط لديه بعد عودته إلى التمرين في النادي، ويقوم بزيادة ساعات التدريب استعداداً للبطولة التي ستقام في الأيام القادمة في مدينة القامشلي.
أما “بانكين”، فقال لـ “المصدر” إنه يتدرب في النادي على لعبة (مويتاي)، وأشار إلى أنه في ظل الحالة الاقتصادية السيئة والتي جعلت أصحاب رؤوس الأموال يتركون مدنهم، وكذلك الشباب، خلت مدينة القحطانية مثل غيرها من المدن من الصالات الرياضية، ولكن سرعان ما تم افتتاح هذا النادي، فأسرع للتسجيل والمشاركة، رغبة منه لدعم عودة هذا النوع من الرياضة التي تفقدها أغلب مدن الشمال السوري.
وأنهى “بانكين” حديثه مؤكداً أنه يتابع الآن تدريباته ويحاول جذب الشباب إلى التدرب في النادي، والاستفادة منها.
ويعد نادي (برخدان) لكمال الأجسام النادي الوحيد في مدينة القحطانية، وقال “دلدار” (أحد أبناء مدينة عين العرب “كوباني”) لـ “المصدر”، إن مدينة عين العرب تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حيث بالكاد يستطيع المدنيون تأمين لقمة عيشهم، وهو السبب الذي جعل افتتاح أندية خاصة برياضة كمال الأجسام فكرة غير مقبولة لدى الشباب في المدينة، علاوة على الهجرة الدائمة للشباب من المدينة.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]