هل ضغط بوتين على الأسد ومنعه من إلقاء خطاب النصر في حلب؟
3 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
قالت صحيفة “العرب” اللندنية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر قالت إن لها علاقة وثيقة بروسيا، أن روسيا مارست ضغوطها على رأس النظام في سوريا بشار الأسد، من أجل عدم ذهابه إلى حلب وإلقائه من هناك “خطاب النصر”، بعدما هجَّر عشرات الآلاف من أحيائهم.
وذكرت الصحيفة أن روسيا لم تنوي ذهاب الأسد للمدينة “حرصاً منها على العلاقة مع تركيا من جهة وعلى متابعة البحث عن تسوية سياسية من جهة أخرى”.
ووفقاً لمصادر الصحيفة – التي لم تكشف عن هويتها – فإن “موسكو مارست ضغوطا قويّة على رئيس النظام السوري من أجل التراجع عن هذه الخطوة مذكّرة إياه بأنّه كان قطع وعدا للرئيس فلاديمير بوتين بعدم القيام بأيّ خطوة ذات طابع عسكري أو سياسي من دون ضوء أخضر روسي”.
ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة حول ما ذكرته الصحيفة، لكن المعارضة السورية تتحدث عن تبعية كاملة من نظام الأسد لروسيا وإيران، مقابل دعم البلدين له في البقاء في السلطة، كما أن الأسد دأب على زيارة المناطق التي استعاد سيطرتها بعدما شهدت معارك عنيفة بين قواته والميليشيات المساندة لها من جهة، وقوات المعارضة من جهة أخرى، وهو ما لم يحصل في حلب حتى الآن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب سيطرة النظام وحلفاؤه على حلب، أبلغ الأسد في اتصال هاتفي بما ينبغي عليه فعله بعد استعادة المدينة، وقال له: “ما ينبغي التركيز عليه الآن التوصل إلى حل للملف السوري”.
وأوضحت المصادر نفسها أنّ “من بين الأسباب التي دفعت القيادة الروسية إلى منع رئيس النظام من التوجّه إلى حلب التزامات قطعتها موسكو لأنقرة التي ساعدتها في تحقيق “الانتصار” الذي تمثل باسترجاع الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة في حلب أواخر العام 2016.
زيارة المعلم لإيران
من ناحية ثانية، أشارت المصادر ذاتها إلى أنّ زيارة وزير الخارجية وليد المعلّم يرافقه اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن القومي في سوريا لطهران قبل أيام، مرتبطة بالتطورات في حلب.
وذكرت أن المعلّم والمملوك أرادا طمأنة الإيرانيين بأنّ دورهم في سوريا لا يزال محفوظا على الرغم من أن روسيا وتركيا صارتا في الواجهة وأعلنتا وقفا لإطلاق النار يشمل كلّ الجبهات.
وترى الصحيفة أن نظام الأسد يحرص في هذه الأيّام على إبقاء الورقة الإيرانية في جيبه، خصوصا أنّه لم يعد يمتلك ما يكفي من القوات لنشرها في مناطق يمكن أن تنسحب منها المعارضة تحت ضغط القصف الروسي.
ويشير محللون إلى حالة من التنافس بين إيران وروسيا في سوريا، وانعكس ذلك واضحاً خلال الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمساعٍ روسية – تركية الشهر الماضي لإجلاء عشرات الآلاف من المحاصرين في الأحياء الشرقية لحلب.
ولعبت الميليشيات الإيرانية دوراً كبيراً في تعطيل الاتفاق عبر قتلها للمدنيين ومنع خروجهم، فضلاً عن أن روسيا تحاول أن تفرض أمراً واقعاً على حلفائها في سوريا، إذ نشرت كتيبة من القوات الخاصة في أحياء حلب ونشرت مدرعات في محيط مطار حلب الدولي، في محاولة منها لكبح جماح النفوذ الإيراني العسكري في حلب.
[sociallocker] [/sociallocker]