وثيقة استخباراتية.. النظام جند عميلا اخترق قمة هرم الجيش الحر و"رياض الأسعد"

كشفت وثيقة مخابراتية أن النظام استطاع تجنيد عميل اخترق مجموعات ثورية، والاطلاع على اجتماعات وخطط لهذه المجموعات وإبلاغ النظام بفحواها، ليأخذ احتياطاته المسبقة من أي هجمات. الوثيقة الصادرة من الفرع 290 التابع لشعبة المخابرات العسكرية، أشارت إلى العميل بوصف "المصدر" دون إعطاء أي تفاصيل، بعكس إسهابها في الحديث عمن اجتمع بهم من ضباط منشقين، وفي مقدمتهم العقيد رياض الأسعد، مؤسس وقائد الجيش الحر. *عميل مكلف بشن هجوم! الوثيقة المرفوعة مباشرة إلى مكتب رئيس شعبة المخابرات، استهلت حصاد الاختراق بالإشارة إلى أن المصدر (وهو العميل نفسه!) تم تكليفه بقيادة هجوم على كتيبة صواريخ تابعة للنظام في منطقة جبل الحص (ريف حلب الجنوبي)، وذكر الفرع 290 أن "المصدر" كلف من قبل الثوار بقيادة مجموعة مؤلفة من 150 شخصا، من أجل شن الهجوم، مطمئنا –أي العميل- بأن الهجوم لن يُنفذ دون معرفته، متعهدا بإخبار النظام قبل أن تحين ساعة الصفر. وأوردت الوثيقة المخابراتية اسم وهاتف شخص، ينتمي للمجموعة التي كانت تعد للهجوم، وتتواصل مع العميل بوصفه قياديا ثوريا موثوقا، دون أن تنبته إلى اختراقه. الوثيقة المؤرخة في 2-9-2012، لم تكتف بهذه المعطيات، بل نقلت عن "مصدرها" معلومات حول مقر الثوار الرئيس في مدينة الباب (ريف حلب)، مع الإشارة إلى اسم قائدهم (أبو أسيد) ورقم هاتفه، والتنويه بأن لديه خبرة في صنع المتفجرات. واستطردت ناقلة عن العميل أن "أبو أسيد" ينسق مع العقيد المنشق فواز الشهابي (تورد رقم هاتفه)، ومع نقيب منشق يكنى "أبو محمود"، يسعى العميل لمعرفة اسمه الحقيقي. *بدعوة من الأسعد الوثيقة المدموغة بـ"سري للغاية-فوري"، تصل في ختام صفحتها الأولى إلى أخطر المعلومات، التي تؤكد اختراق مخابرات النظام لقمة الهرم في الجيش الحر، متمثلا في العقيد رياض الأسعد، وتثبت أن العميل كان موثوقا إلى درجة تجعله على تماس مباشر مع "الأسعد". وقالت الوثيقة إن "المصدر" غادر منذ أيام –من تاريخه- إلى تركيا بدعوة من "الأسعد" نفسه، حيث التقيا في منطقة بمعسكر الريحانية بحضور العميد بسام علولو (مدير سجن حلب سابقا، ومدير مدرسة الشرطة)، وعقيد يكنى أبو أحمد، رجحت مخابرات النظام أن يكون العقيد المنشق مالك الكردي. ونقل العميل للمخابرات التي جندته فحوى ذلك الاجتماع، وما دار فيه حول تخطيط الجيش الحر لمهاجمة معامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي، وهي المعامل التي تزود النظام بقدر لا يستهان به من الذخيرة والعتاد.