15 كم تفصل “قسد” عن سد الفرات


جيرون

أعلنت ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة بطيران التحالف الدولي؛ سيطرتها، أمس (الإثنين)، على قريتي شالي وحانحود، في محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد يوم واحد فقط من السيطرة على بلدة المحمودية الاستراتيجية الواقعة على بعد 15 كلم شمال غرب سد الفرات، وذلك ضمن المرحلة الثانية مما تسميه عملية (غضب الفرات) التي تهدف، وفق “قسد”، إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة الرقة، التي تعدّ عاصمة التنظيم في سورية.

وأكدت (قسد) في بيان لها أنها سيطرت على المحمودية، بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم، وتدمير عربتين مفخختين، ومدرعة، وعربة محملة برشاش دوشكا، في حين لم يذكر البيان خسائر (قسد) خلال المعارك.

وأفاد الصحافي السوري محمد أمين، ابن مدينة الرقة، في حديث لـ (جيرون) بأن سيطرة ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” على بلدة المحمودية، والقرى المحاذية لبحيرة الأسد، تعني من الناحية النظرية، أن الطريق أصبح مفتوحًا للتقدم باتجاه سد الفرات، كونها البلدة الأكبر التي تفصل هذه القوات عن مدينة الطبقة، التي تقع بمحاذاة السدّ الذي يُعد الهدف الرئيس لـ (قسد)، خاصة أنها جاءت بعد سيطرتهم على قريتي جعبر، فيما لازالت قلعة جعبر الواقعة في منتصف بحيرة السد بيد (داعش)، حيث يربطها طريق بري قصير بالضفة الثانية للبحيرة.

وأضاف أمين “أن سد الفرات يعد أهم سد في سورية، ويحجز خلفه بحيرة بطول 80 كم وعرض 8 كم، وله أهمية اقتصادية كبيرة، وخاصة في ما يتعلق بتوليد الطاقة الكهربائية، وري الأراضي الزراعية القريبة، كما إنه يعد الجسر الأهم لعبور القوات للضفة الثانية لنهر الفرات، أو ما يُعرف بمنطقة الشامية، حيث ما زالت ميليشيا(قسد) تتمركز في منطقة الجزيرة، ولم تستطع العبور للضفة الشامية حتى الآن”.

وحول احتمال إقدام التنظيم على تدمير السد في حال حاولت (قسد) السيطرة عليه، أكد أمين ” بأنه لا يمكن أن يُقدم التنظيم على تدمير السد، لأنه يعني تدمير ربع سورية ونصف العراق، ولو أراد فعل ذلك، لكان أقدم على الخطوة عند الهجوم على سد تشرين قرب مدينة منبج”.

نفى أمين أي عمليات تهجير قسري حتى الآن، لكن حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة، كانت “بسبب القصف الجوي والمدفعي، والخشية الآن من عمليات انتقام عشوائية بسبب سجل (قسد) السيء في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى النية الانفصالية لبعض فصائل هذه القوات، التي ترى أن مشروعها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تهجير أكبر عدد ممكن من سكان المنطقة العرب، والذين يشكلون الأغلبية المطلقة”.

يذكر أن المرحلة الثانية لما يُسمى “غضب الفرات”، بدأت في 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، للسيطرة على ريف الرقة الغربي، واستطاعت العملية السيطرة على 110 قرى، وعشرات المزارع، منذ انطلاق المرحلة الأولى للعملية حتى الأن، كما قتلت 227 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفق بيان صادر عن (قسد)، الأحد.




المصدر