ما فرص نجاح الاتفاق الروسي ـ التركي لوقف إطلاق النار بسوريا؟

3 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

بيّن مركز بحثي عربي، أن الجهد التركي- الروسي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في سوريا “الأكثر جدية واحتمالات نجاحه أكبر”.

جاء ذلك في تقرير للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (غير حكومي)، يترأسه المفكر العربي، عزمي بشارة، نشره على موقعه بشبكة الإنترنت أمس، بعنوان “فرص نجاح الاتفاق الروسي – التركي بشأن سوريا”.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ اعتباراً من الجمعة الماضية بعد موافقة نظام الأسد والمعارضة، على تفاهمات روسية- تركية، وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في “أستانة” عاصمة كازاخستان، برعاية أممية – تركية -روسية، قبل انتهاء يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال المركز إن الاتفاق “تميز عن الاتفاقات السابقة بغياب المماحكات الروسية – الأمريكية التي أدت إلى فشل اتفاقي فبراير/ شباط وسبتمبر/ أيلول الماضيين (بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا)”.

وأشار إلى أن فرص النجاح تأتي نتيجة “حضور الطرفين الفاعلين الرئيسين في المسألة السورية، روسيا التي تعد الراعية الأكبر للنظام السوري، وتركيا صاحبة النفوذ الأكبر على المعارضة السورية”.

كما ذكر التقرير أن من بين أسباب احتمالات النجاح الأكبر للاتفاق، “النفوذ الكبير الذي يملكه الروس والأتراك لدى أطراف الصراع السوريين والإقليميين، وظهور ما يشبه حالة إجماع دولي وإقليمي على وجوب إنهاء الأزمة التي شملت أضرارها الجميع بدرجات متفاوتة”.

ويتوقع المركز العربي، في تقريره، أن يشكل الاتفاق “خطوة مهمة على طريق الحل السياسي في سوريا، فكل المؤشرات تدل على جدية الطرفين، ومصلحتهما، في السعي للوصول بالأزمة السورية إلى نهايتها”.

وأوضح ذلك قائلاً: “الروس يريدون إثبات قدرتهم على صنع السلام انطلاقاً من حجم التأثير والنفوذ الذي باتوا يملكونه في سوريا وفي الفاعلين الإقليميين، كما أن روسيا لا تريد أن تغرق أكثر في المستنقع السوري”.

وتابع “أما تركيا فقد باتت تنظر إلى الأزمة السورية باعتبارها خطراً يهدد استقرارها في ظل تنامي التهديدات الأمنية الناتجة عن استمرار الصراع السوري”.

ورأى المركز أنه – برغم فرص النجاح الأكبر للاتفاقية – إلا هناك “صعوبات كبيرة سوف تكتنف إمكانية التوصل إلى حل، وقد تحصل جولات قتال أخرى قبل الوصول إلى هذه النقطة”.

وأرجع المركز العربي، الصعوبات المتحملة إزاء الحل، إلى “تباين توقعات مختلف الأطراف حول طبيعة هذا الحل ومخرجاته، خاصة في ظل تمسك النظام السوري بأدبياته حول الأزمة، ومساعيه لتحقيق مكاسب على الأرض تجري ترجمتها على طاولة المفاوضات، وموقف إيران المتماهي معه بهذا الشأن”.

وأضاف “لا تزال التحديات ماثلة أمام المعارضة باتجاه تقديم بديل مقنع (سياسي وعسكري) يكون على مستوى التضحيات التي قدمها الشعب السوري، والبسالة التي واجه بها أحد أسوأ الأنظمة”.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 46 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام في سوريا اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]