ذكريات التلفزيون السوري الجميل .. فريد شوقي من المطار إلى الاستوديو مباشرة
4 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
كومنت: الإعلامي منير الجبان
ذكّرني صديق بلقاء تلفزيوني ثم إذاعي جمعني بالفنان فريد شوقي فقد كان مرّةً ضيفي في سهرة تلفزيونية خاصة .. كنا قبل المقابلة نتهيّب فعلاً لقاء ممثل عملاق مثله لم يسبق أن ظهر على شاشة التلفزيون السوري فهو الملك ولكنه وحش الشاشة
أيضا ويختزل على الشاشة الفضيّة وقتها كل عنف السينماالمصرية ولكماتها وبوكساتها وحذرني الزميل الفنان الرائع أسامة الروماني الذي أخرج السهرة ان لا أستفزه خوفا من لكمة تصله هو الى الكونترول وكنت أرغب من البداية أن أغوص في جوّات هذا الفنان مالئ الدنيا وشاغل الناس فأكتشف مع المشاهد ليس فقط البرّاني فيه وفوجئت أنه عكس صورته في أفلام الضرب واللكم على الشاشة وديع لطيف وخجول ويقرّبك منه أكثر براءة الأطفال في عينيه وتواضعه في كل حركاته وسكناته وقد حضر إلى الأستوديو قبل ساعة من موعد التسجيل وكان يقطع استوديو ٣ في التلفزيون جيئة وذهاباً يفرك يديه ويهمس ببعض الصلوات وسمعت منها لما اقتربت منه لأسمع مايقول شيئا مثل يارب وفقني في هذا اللقاء يارب أسألك التوفيق ودُهشت لفنان بحجم فريد شوقي يتهيّب كاميرات برنامج سهرة تلفزيونية خاصة أُعّدت على عجل وفي المقابلة أسمعناه أغنية للفنانة هدى سلطان وما كاد يسمعها حتى غطت خديه دموع عينيه فناولته علبة محارم مسح بورقها دموع عينيه فقد أثار السؤال في قلبه الشجن
عرفت وقتها كيف تكون الدموع ساخنة ًفهدى سلطان مطلٌقته وكنا نقصد ان نفتح معه حديثا عنها بعد أن نسمعه الأغنية وسألني المخرج في الكونترول هل أُوقِف الأغنية وهززت رأسي لا لا أبدا أكمل الأغنية فهذا هو المطلوب وظلت هدى سلطان تغني وفريد شوقي يخبئ دموع عينيه بمحرمة الورق ولما انتهت الأغنية ومن شدّة التأثر كدنا نحن أن نبكي معه وتدفٌق بحديث من القلب عن زوجته السابقة هدى سلطان وبأنها كانت أرقّ إنسان عرفه وخوفه من أن يكون قد ظُلمت ومع انه كان سعيدا بزواجه الثاني إلاّ أن ذكريات لعلها كانت موجعة كانت ما تزال ساخنة تحت الجلد كالجمر تحت الرماد واستمرّ الحوار معه وبقيتُ بعد تلك السهرة التلفزيونية على اتصال مستمر به طوال فترة إقامته في دمشق فترة تزيد عن شهر يحضر يوميا إلى مكتبي وسط دمشق القريب من الفندق الذي يقيم فيه وكان بعض الأصدقاء يطلبون مني ان أعّرفهم عليه والطريف أن أحدهم وكان عميدا لإحدى الكليات في الجامعة ألحّ عليّ كثيرا قال لي هل تحقق لي حلمي فألتقي بفريد شوقي قلت له إذا كان هذا هو حلمك أنت فماذا عن ملايين المعجبات والمعجبين وقد تحقق حلمه وعرٌفته على ملك الشاشة وظل يرجو أن أجمعه به بعد كل مرٌة مرّة أخرى وفرحت أنهما صارا بعد ذلك وبسرعة صديقين حميمين فقد أُعجب الفنان بشخصية عميد الكلية وكان كثيرا ما يدور الحوار بينهما حول قضايا تعليمية وتربوية وثقافية
وبالمناسبة مرّة علمت بوصول فريد شوقي إلى دمشق وكان لي برنامج على الراديو يذاع ليلاً فاتصلت بمن كان سيستقبله في المطار ورجوته أن يهيئ لي إستضافة فريد شوقي في نفس الليلة التي يصل فيها إلى دمشق وفعلا تم ذلك وحضر الفنان الى الإستوديو مباشرة من المطار وكان معي المخرج الصديق عدنان دياب في استوديو التمثيل يخرج البرنامج بما عُرف عنه من حرفية عالية وإبداع وتميّز واستضفت هذا الفنان العملاق على مدى ستين دقيقة وكان هذا هو اسم البرنامج الإذاعي وقال لي عند حضوره مباشرة من المطار أتيت إلى البرنامج تلبية لدعوتكم اللهم اجعله فاتحة خير.
“فيس بوك”