قوات النظام تنتهك “المصالحة” وتقتل طفلة في الرحيبة
4 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
خالد محمد
قتلت قوات النظام السوري، المتمركزة في مستودعات التسليح المعروفة بـ(أبو سند)، شرقي مدينة الرحيبة في القلمون الشرقي، طفلة في السادسة من عمرها، كانت برفقة عائلتها بالقرب من المدينة.
وقال الناشط الإعلامي عيسى أبو زيد، لـ(جيرون) إن: “قوات النظام، المتمركزة في حاجز مستودعات (أبو سند)، المطل على منطقة المسيلحة الزراعية، أطلقت الرصاص الحي، ودون سابق إنذار على السيارة الخاصة التي كانت تقل عائلةً مكونة من أربعة أفراد، من أبناء مدينة الرحيبة، مخترقةً بذلك بنود الهدنة الموقعة بينها، وبين أهالي المدينة قبل نحو عام ونصف”، مشيرًا، إلى مقتل الطفلة فرح أحمد الطرشة، إثر إصابتها بطلقة في الرأس، في حين نجا بقية أفراد العائلة بأعجوبة.
تخضع مدينة الرحيبة لاتفاقية (هدنة) مع النظام، تم توقيعها في 21 أيلول/ سبتمبر 2015، تعهد خلالها النظام، بالكفّ “عن استهداف المدنيين، في محيط الرحيبة، والإفراج عن المعتقلين من أبناء المدينة، فضلًا عن إحداث نقطة طبية تابعة للهلال الأحمر، كوادرها من أبناء المدينة، وهو ما لم يلتزم به النظام حتى الآن”. وفق أبو زيد.
يُجمع أهالي القلمون الشرقي، على أن “الهدن والمصالحات” المبرمة مع النظام لم تخفف من حدة التجاوزات، التي ترتكبها قواته المتواجدة على الحواجز العسكرية المحيطة بالمنطقة، كما أن عمليات الاعتقال التعسفي لم تتوقف يومًا بحق شباب المنطقة، بذريعة التخلف عن أداء الخدمة الالزامية أو خدمة الاحتياط، إضافةً إلى سياسة الحصار التي تمارسها قوات النظام على عموم المنطقة منذ نهاية العام 2013.
تعمّد النظام السوري، خلال السنوات الماضية اللجوء إلى الخيار العسكري، لفرض أجندته التفاوضية التي تهدف إلى إبعاد القلمون الشرقي، عن الخارطة الثورية، وذلك عبر إجبار مدنها كل على حدة، على عقد “مصالحاتٍ وطنية” تحت وطأة التهديد بقصف المدن، وتشديد الحصار على أهالي المنطقة، وتعدّ الرحيبة، واحدة من أبرز تلك المدن الخارجة عن سيطرة النظام في منطقة القلمون الشرقي.
يُعاني أهالي المدينة البالغ عددهم قرابة 60 ألف شخص، ثلثهم تقريبًا من النازحين، أوضاعًا إنسانية مأسوية للغاية، بسبب ارتفاع نسبة البطالة في صفوف السكان، فضلًا عن تراجع الدعم من المنظمات الإغاثية المحلية والدولية.
[sociallocker] [/sociallocker]