من نزوحٍ إلى نزوح… قصصٌ مؤلمةٌ ترويها نساءٌ هجّرن من حلب


محمد أمين ميرة: المصدر

لاحقت مأساة النزوح مهجري حلب الشرقية من حي إلى حي، ومن منطقة إلى أخرى، منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة وحصارها لعدة أشهر، قبل تهجير أهلها الذي عانوا الأمرين من ظروف مأساوية، لتتوالى بعد ذلك القصص المؤلمة التي تحكي معاناة النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، قبل وبعد خروجهم من أخطر مدينة في العالم.

“من حي المرجة نزحنا إلى الصالحين هربنا ومنه إلى سيف الدولة، قبل أن نُهجّر بثيابنا بعد فقدان كل ما نملك من أغراض وأمتعة، فضلاً عن تهدّم بيوتنا، واستشهاد أقاربنا، وإصابة أطفالنا”، هكذا تحكي “أم بشير” لـ “المصدر” ما حصل لها، وتضيئ عينيها الدموع ألماً على ولدها الذي قضى بغارة للنظام على حي الصاخور خلال أيام الحصار وحملات الإبادة.

أمطارٌ غزيرة وثلوجٌ كثيفة، أضافت مأساة أخرى إلى مأساة الآلاف من الذين انتظروا طويلاً في العراء قبل تهجيرهم، في ظل نقص الغذاء والدواء وكافة مقومات الحياة، ليموت آخرون برداً ويصاب البعض بأمراض سببها الجوع والتعب، بحسب “أم بشير”، التي وصفت ما شاهدته أثناء رحلة تهجيرها من بيتها وموطنها.

وتزداد أوضاع المهجرين والنازحين مأساوية وسط الظروف الجوية القاسية، في ظل عدم كفاية المساعدات الإنسانية وشح مستلزمات التدفئة، وزاد هذه المعاناة استقبال المخيمات لعشرات آلاف المهجرين، الأمر الذي زاد من الضغط والازدحام فيها.

وضمن خيم متهالكة لا تُدفئ ساكنيها تقيم “أم بشير”، وتقول إن تلك القطع من القماش التي يغطيها الثلج لا تقيهم برد الشتاء، وتناشد منظمات الإغاثة مساعدتها على الصمود والبقاء على قيد الحياة مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، مضيفة “لا نستطيع فعل شيء سوى انتظار وصول المزيد من المساعدات، والبحث عن ملاذ أكثر دفئا”.

أما “ثورة ناصر” (إحدى المدرسات ومحاضرات حملات التوعية)، فقد أكدت لـ “المصدر” أن قصتها تبدأ من كونها أماً لشهيد فقدته وتركته مدفوناً في حلب، كأنها تركت قطعة من جسدها، ثم نزحت إلى إدلب وتعيش في ظروف وأوضاع صعبة.

وبحسب منشورات لناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ كل تلك القصص لم تؤثر على الأمم المتحدة التي راحت تقدم البيوت الجاهزة لموالي كفريا والفوعة، في حين يتنقل النازحون من خيمة إلى أخرى، بعد أن تتساقط الثلوج عليها وتدمرها، أو تحترق نتيجة الاضطرار لاستخدام وسائل التدفئة غير الصحية في داخلها.






المصدر