200 ليرة ثمناً لحبة المضاد الحيوي والأعشاب هي البديل
4 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
مضر الزعبي: المصدر
ممنوع ان تمرض في سوريا لأن سعر الحبة الواحدة من المضاد الحيوي وصلت إلى 200 ليرة سورية في مناطق سيطرة الثوار، فمجرّد (ظرفٍ) واحدٍ من هذا الدواء بات يكلّف ألفي ليرة مع افتراض أن المريض اجتهد ووصفه لنفسه بلا مراجعة الطبيب، كما يفعل الأكثرية في سوريا في حالة الأمراض العرضية.
الحلّ البديل كان بالنسبة لمعظم السوريين مع عجزهم عن تأمين ثمن الدواء، كان العودة إلى الوراء والتداوي بالأعشاب كما كان يفعل أجدادهم في القرون الماضية.
أسعارٌ مجنونةٌ
الصيدلاني محمد الزعبي قال لـ “المصدر” إن تجار الحروب استغلوا فصل الشتاء وازدياد الطلب على الأدوية المخصصة للأنفلونزا، ورفعوا الأسعار بنسبة تزيد عن 30 في المئة عما كانت عليه، مضيفاً أن أغلب الأدوية في المناطق المحررة باتت مفقودة.
وحول أسعار بعض الأدوية المتداولة بكثرة، قال إن عبوة (الأوغمنتين) من عيار 1000 (14 حبة) وصل سعرها إلى 2800 ليرة سورية أي أن سعر الحبة 200 ليرة سورية، بينما يصل سعرها في مناطق سيطرة النظام إلى 1600 ليرة سورية.
وأضاف أن هذا الارتفاع شمل معظم الأدوية والمستهلكات الطبية، حيث أن سعر شراب الالتهاب في المناطق المحررة يصل إلى 1400 ليرة سورية بينما تباع في مناطق النظام بأقل من 500 ليرة سورية، وسعر عبوة حليب الأطفال في المناطق المحررة هو 3700 ليرة سورية و سعرها في مناطق النظام أقل من 2300 ليرة سورية.
وأوجز بأن أسعار معظم أنواع الأدوية تصل إلى ضعف أسعارها في مناطق سيطرة النظام وذلك نتيجة بيع الشركات الأدوية لمناطق سيطرة الثوار بسعر السوق السوداء. وهذا نتيجة الشراكة القائمة ما بين قوات النظام والتجار الذين يحددون سعر الأدوية للصيدليات في المناطق المحررة، وهم المصدر الوحيد بالنسبة للصيادلة.
وكنتيجة طبيعية لهذا الارتفاع في أسعار الأدوية، بات الطلب عليها محدوداً على الرغم من أن هذه الفترة من العام تعتبر موسم للأمراض التنفسية، بحسب الصيدلاني الزعبي، فصرف وصفةٍ واحدةٍ يحتاج بشكلٍ متوسطٍ لملبغ أربعة آلاف ليرةـ بينما لا يتجاوز متوسط دخل الأسرة 30 ألف ليرة.
الأعشاب هي البديل
أما “أم سليمان”، وهي سيدة من ريف درعا الشرقي فقالت لـ “المصدر” إن معظم الأسر في محافظة درعا باتت تفضل العلاج بالأعشاب الطبيعة على شراء الأدوية من الصيدليات وذلك نتيجة انخفاض تكاليف العلاج بالأعشاب الطبية مقارنة بأسعار الأدوية.
وإضافة لذلك، فهي تعتمد على الأعشاب في منزلها ومنها زهرة (البابونج) التي تنبت بسهول حوران ويتم تجفيفها واستخدامها بفصل الشتاء، إضافة إلى شراب “الزهورات” المكوّن من عدة نباتات عشبية مشهورة بفوائدها الطبية مثل الميرمية، والجوري والبابونج وورق الليمون والمليسة والزعتر وغيرها.
وعن فاعلية الأعشاب الطبية، أشارت السيدة الحورانية إلى أن العصور أثبتت فاعلية هذه الأعشاب في علاج الأمراض وبأقل التكاليف.
وأضافت أن أسرتها وكسائر الأسر بمحافظة درعا باتت تخاف من أي حالة مرضية غير قابلة للعلاج بالأعشاب الطبيعة كون الذهاب إلى الطبيب وشراء الأدوية يعني بأن العائلة ستدفع مبلغا يتجاوز 6000 الاف ليرة سورية وهذه المبلغ يعادل دخل أسرتها الأسبوعي.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]