رحيل الفنان رفيق سبيعي بين النعي والشماتة .. وفارس حلو يتصيد!

5 يناير، 2017

باريس – خاص – ميكروسيريا

غيب الموت الفنان السوري، رفيق سبيعي، اليوم الخميس 5 كانون الثاني/ يناير، عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد صراع مع المرض، وسيتم تشييعه غداً الجمعة في العاصمة دمشق إلى مثواه الأخير، في مقبرة “الباب الصغير”.

وأثارت وفاة الفنان رفيق سبيعي جدلاً بين السوريين المؤيدين للثورة، نظراً لموقفه الموالي لـ “شار الأسد” خصوصاً أنه قام في بدايات الثورة بأداء أغنية تمجده من كلماتها “نحن جنودك يابشار..بالمحبة والاعمار..خلى ليلنا يصير نهار”، مما دفع بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقاد من يقوم بنعي الفنان الراحل، وأعادوا تداول فيديو الأغنية.

بدوره نعى المخرج الكبير هيثم حقي المعروف بتأييده للثورة الفنان الراحل، وكتب على صفحته على الفيسبوك قائلاً:

” الفنان الكبير رفيق سبيعي وداعاً …
وداعاً صديقي أبو عامر …
وداعاً لأحد القامات الفنية السورية الاستثنائية …
رحل الفنان المتعدد المواهب والقدرات التمثيلية المدهشة …
رحل أبو عامر تاركاً وراءه إرثاً فنياً كبيراً من شخصيات مسرحية عالمية إلى شخصيات شعبية مغرقة في المحلية ، وما بينهما من شخصيات تنبض حياة بأدائه الصادق … شخصيات أغنت الدراما والسينما السورية وبالطبع الإذاعة والمسرح …
جمعتني بأبي عامر صداقة واحترام وأعمال مشتركة “الأبواب السبعة من سلسلة صور اجتماعية ” و ” الأيام المتمردة ” والعديد من الأعمال التي أنتجتها لأوربت “الحصرم الشامي ” و ” أولاد القيمرية” … كما جمعتني مودة خاصة بأبنائه الرائعين : الراحل عامروالإنسان المرهف بشار وسيفو الحبيب القريب من قلبي …
لروح أبي عامر الفنان الكبير والصديق الرحمة ولأبنائه وبناته الأحبة ولكل محبي الفنان الكبير رفيق سبيعي الكثر خالص العزاء”

وعلق المخرج المعروف مأمون البني على ما كتبه المخرج حقي:”لروحه السلام عزاؤنا لنا جميعا لفقدان أحد فرسان الفن وداعاً أبو عامر“

كما علق المنتج السينمائي المعروف أنور القوادري على ما كتبه حقي بالقول:”بكثير من الاسى والحزن تلقينا نبأ الفنان الكبير رفيق السبيعي.. نعزي الوسط الفني السوري وعشاق فنه في الوطن العربي بوفاة هذا النجم العربي الاستثنائي الشامل الاصيل”.

وكتبت الفنانة يارا صبري المؤيدة للثورة على صفحتها الشخصية:

“عمو رفيق الحنون … الله يرحمك ياغالي

عمو رفيق سبيعي… تعب وبده يرتاح

كل التعازي لعيلته الصغيرة _ أولاده _

و لعيلته الكبيرة _كل السورين _

الله معك ياغالي … ورح قلك متل كل مرة كنت شوفك فيها

( بحبك كتير عمو رفيق )

وختمت … و يلي عندو كلمة بشعة أو تعليق مسيء يخليه على صفحته لو سمحتوا”.

من جهته، اتخذ الفنان فارس حلو موقفاً مختلفاً منتهزاً الفرصه على عادته وبطريقته، ليوجه انتقاداً حاداً مبطنأً لموقف الراحل رفيق سبيعي، ونقداً مباشراً لعائلته، حين نشر ما اعتقده  تعمداً من عائلة سبيعي عدم ذكر ابنهم البكر الراحل عامر سبيعي بسبب موقفه المؤيد للثورة، وكتب الحلو على صفحته على فيسبوك مرفقاً صورة للراحل عامر ولورقة نعي والده رفيق فائلاً: “في نعوة وفاة الفنان المرحوم رفيق سبيعي .. ينتقم الذل لنفسه بتغييب اسم عامر الابن البكر.
عامر في قلوب السوريين كفنان شعبي ابن بلد، لم يقهره تشبيح التنظيمين الاسدي والجولاني”

لكن سرعان ما جاءت بعض التعليقات لتذكره، حيث كتبت هالة البلخي: “بدمشق يا فارس ما بيحطوا اسم الابن المتوفي لأنه مو منطقي انو حدا متوفي ينعي حدا تاني .. باخر الاسماء كلها موجودة كلمة (ينعون).

وكتب المحامي ميشال شماس مصححاً: “الميت لا ينعي .. النعوة صحيحة”

فيما أشار أحدهم   (بين قوسين  ابو عامر ) لتذكيره بأن  اسم الراحل عامر موجود في ورقة النعي.

لكن فارس حلو أصر على موقفه، حيث كتب بوستاً آخر رداً على من نبهه للخطأ الذي وقع فيه قائلاً:  بعد الثورة .. تسقط كل العادات والتقاليد في النعوات او غيرها، التي تمنع ذكر أي إنسان انصهر مع آلام شعبه، فكيف بالمرحوم عامر الذي تحدى التنظيمين الاسدي والجولاني وقضى فقيرا مخذولا من أقربائه وناسه

 ا

وفيما لم يسجل عدد كبير من الفنانيين وكتاب السيناريو والصحفيين المؤيدين للثورة موقفهم حتى اللحظة، كتب الإعلامي محمد منصور على صفحته قائلاً: “كان رفيق السبيعي يكره دريد لحام كراهية شديدة.. ولم يجمعهما أي شيئ في السنوات الأخيرة سوى حب النظام وتأييده.. وبرحيل رفيق السبيعي يبقى دريد لحام وحيداً.
رحم الله الفن والضمير والانسانية… رحم الله شهداء مجزرة الكيماوي والحولة والبيضا وبانياس والقبير وداريا وحلب الذين لم يقل هؤلاء كلمة حق في نصرتهم”.

من جهته علق الكاتب خلف علي الخلف: “اكراماً للفقيد عامر السبيعي وللذاكرة التي شكلها رفيق سبيعي للسوريين؛ خالص العزاء للسوررين بوفاة أحد أبرز فناني سوريا”.

ولد الفنان رفيق سبيعي في حي البزورية بدمشق، ولُقب بـ “فنان الشعب”، بعد أن تعددت أدواره الفنية، سواء على صعيد التمثيل أو الطرب أو فن المونولوج، وجسد شخصية “أبو صياح” التي تعد من أبرز الأدوار التي قدمها في مسيرته الفنية.

كما كان للفنان الراحل دور في الإخراج الإذاعي، حيث قدم برنامجاً أسبوعياً بعنوان “حكواتي الفن”، كما حرص على التواجد الدائم في الدراما التليفزيونية السورية، وكان آخر ما قدمه سبيعي فيلم “سوريون”، ومسلسل “حرائر”، فيما كانت انطلاقته في أوساط الفن في مطلع الخمسينيات. أما أول عمل تلفزيوني له فكان مسلسل “مطعم السعادة” إلى جانب دريد لحام و الراحل الكبير نهاد قلعي.

ولد رفيق سبيعي في التاسع من شباط/فبراير 1930 في دمشق، ويعد من الجيل المؤسس من الفنانين السوريين.