أحلام ثائرٍ مهجّرٍ من مدينة (داريا) في العام 2017
5 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
مضر الزعبي: المصدر
لم يكن يتوقع ثوار سوريا أن تكون مأساتهم أكبر من أحلامهم، وأن يحيط بهم الخذلان من كل حدب وصوب، ولكن مع ذلك لم يتخلَ ثوار سوريا عن أحلامهم للعام 2017، وما زالوا متمسكون ببصيص الأمل لغد أفضل.
وكانت هجرة ثوار وأهالي مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، العنوان الأبرز في العام 2016، والتي أصابت السوريين بحالة من الإحباط وفقدان الأمل.
“المصدر” كان لها حديث مع أحد أبرز ناشطي مدينة داريا “أيهم أبو محمد”، للتعرف على أحلامه في العام 2017، وقال إن أمنياته كسائر نازحي من مدينة داريا، وهي العودة إلى مدينته، إلا أن الأمر أصبح صعب المنال بعد رحلة التهجير القسرية والتطورات الأخيرة على الساحة، مردفاً “لذلك قررنا أن نحلم أحلاماً بسيطةً بحيث تكون قابلة لتحقيق، سنحلم أحلام بمساحة المنطقة التي نحن فيها، وبحسب المنطق الذي تعلمناه خلال ستة أعوام من الحرب”.
وأضاف “بالحد الأدنى سنحلم بجيش موحد يجمع الثورة وينتزع اعترافاً دولياً ويحاول تحصيل جزء من كرامة السوريين التي أهدرت خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تفعيل العمل العسكري من جديد في الشمال السوري والجنوب، وإنهاء حالة المناطقية التي قسمتنا وتقسمنا أكثر لأجزاء”.
وأكمل “أبو محمد”: “أحلم بتشكيل جسم سياسي يكون على قدر تطلعات الأهالي الذين يعانون منذ ستة أعوام، تعرضوا خلالها لأبشع المجازر في التاريخ المعاصر، ونخرج من إطار العبثية والاستغباء السياسي المستمر منذ أربعة أعوام من دون هدف وبدون توجه واضح، وأن نتخلص من أصحاب العمائم الذين أساؤوا للثورة والثوار، ومن تجار الحرب بالدرجة الأولى”.
وتابع قائلا: “أتمنى أن يتوقف مسلسل التهجير في محيط العاصمة وأن تتوقف براميل الموت عن وادي بردى، وأن تحافظ غوطة دمشق الشرقية على وضعها دون خسارات جديدة، وأحلم بلقاء أهلي بعد ستة أعوام على الفراق، وأغلب ثوار داريا منذ أربعة أو خمسة أعوام لم يلتقوا بذويهم كون وجهة التهجير القسرية كانت بعيدة عن مكان إقامة ذويهم”.
وختم الناشط “أبو محمد” ابن مدينة داريا حديث قائلا: “إن معظم الثوار يأملون في استكمال حياتهم، فزوجاتهم وخطيباتهم ينتظرنهم منذ سنوات، صابرات على أوضاعهم خلال حصار المدينة، وينتظرون أن يتم الاعتراف بهم وبمعاناتهم، فمن غير المقبول في الوقت الراهن في أي مجال عمل أن تقول إنك أضعت أربعة أعوام من حياتك وأنت موجود في قلب الحصار وتدافع عن مدينتك، كما نأمل أن يكون هناك هيئة تعترف بنا وبتضحياتنا خلال السنوات الماضية من عمر الثورة السورية”.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]