أزمة خبزٍ تجتاح (تلبيسة) بحمص بعد منع النظام المساعدات من دخولها

5 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

3 minutes

طارق الضحيك: المصدر

تستمر قوات النظام باتباع سياسة الحصار والتجويع والتصعيد العسكري على مناطق سيطرة الثوار، ورغم نقص المواد الغذائية وأهم مقومات الحياة من طحين للخبز وحليب الأطفال، منعت قوات النظام دخول قوافل المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة إلى مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وكان من المقرر دخول قافلة المساعدات في 29 تشرين الثاني الماضي، ومنذ ذاك الحين يعاني أهالي مدينة تلبيسة من انقطاع مادة الخبز، إلا من كميات قليلة عند بائعي الخبز “الحر”، والذي يباع بأسعار مرتفعة، حيث وصل ثمن الربطة الواحدة إلى 260 ليرة سورية، وهي لا تكفي ثلاثة أشخاص على وجبة واحدة.

وتعدّ لجنة الخبز المسؤولة الوحيدة في مدينة تلبيسة عن تأمين مادة الطحين للمخابز وباقي مستلزماته، وتعتمد اللجنة على الطحين المقدم من خلال قوافل المساعدات لتشغيل أفران المدينة.

ورغم إنتاج ريف حمص الشمالي خلال العام الفائت حوالي عشرة آلاف طن من القمح، إلا أن أغلب الإنتاج تم بيعه إلى مناطق سيطرة النظام عبر “تجار الطرق”، وبعضه تم احتكاره، مما زاد الأمر تعقيدا.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال “عبد الكريم قيسون” المسؤول عن لجنة الخبز في مدينة تلبيسة، إن من أهم أسباب انقطاع مادة الخبز عن المدينة هو الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدينة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد اللازمة لتأمين مادة الخبز للأهالي، إضافة إلى عدم توفر الإمكانيات الشرائية بسبب انقطاع الدعم.

وأضاف بأن عدد السكان المتواجدين في مدينة تلبيسة وريفها حوالي سبعين ألف نسمة، وهم بحاجة إلى 22 ألف ربطة خبز يوميا، مشيراً إلى أن لجنة الخبز اعتمدت في الفترات السابقة على الطحين المقدم من قوافل الأمم المتحدة التي كان من المقرر دخولها في التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني الماضي، ولكن قوات النظام عرقلت دخولها.

ومن جهته، قال “يعقوب” (أحد سكان مدينة تلبيسة وأب لأربعة أطفال) لـ “المصدر”، إنه يعاني من نقص مادة الخبز وانقطاعها منذ أربعة أسابيع، مشيراً إلى توفر الخبز في الأفران الخاصة والتي توزع على بائعين الخبز “الحر”، ويصل ثمن الربطة الواحدة إلى 260 ليرة، وهي لا تكفي عائلته وجبة واحدة.

وأضاف “يعقوب” بأنه لا يستطيع شراء الخبز “الحر” لعدم توفر المال لديه، الأمر الذي اضطره إلى شراء الطحين وخبزه في المنزل على التنور، توفيراً لبعض النقود.

ويذكر أن ريف حمص الشمالي محاصر من قبل قوات النظام والميليشيات الحليفة له منذ حوالي أربعة أعوام، وتحاول بشكل مستمر اقتحامه من عدة جهات، وسط ثبات الثوار.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]