آلاف المقاتلين اليوم بإدلب .. والنظام يتوعد بـمعركة مفتوحة هناك

6 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
5 minutes

صرح علي حيدر المسؤول عن ملف المفاوضات التي يجريها النظام في مناطق عدة بالبلاد إن قوات النظام مستعدة لخوض “معركة مفتوحة” ضد مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب التي يتجمع فيها اليوم عدد كبير من مقاتلي المعارضة السورية.

وشهد العام الماضي اتفاقات “مصالحة” تم فيها موافقة مسلحي المعارضة على تسليم مناطق يسيطرون عليها مقابل خروجهم الآمن منها جراء الحصار والقصف العنيف الذي مارسه النظام ضد المدنيين المتواجدين فيها.

وأعطى النظام مقاتلي المعارضة ممراً آمناً إلى محافظة إدلب – أكبر معقل متبق في يد مقاتلي المعارضة – والواقعة في شمال غرب البلاد. وأرسلت حافلات لتقلهم وأسرهم وفقاً لتلك الاتفاقات.

كما كانت إدلب أيضاً وجهة للكثير من المقاتلين والمدنيين البالغ عددهم 35 ألفاً الذين تم إجلاؤهم من شرق حلب الشهر الماضي بعد خروج مقاتلي المعارضة في المدينة.

وقال حيدر الذي يشغل منصب ما يسمى بوزارة “المصالحة الوطنية” في حكومة النظام إنه يتوقع عقد المزيد من تلك الاتفاقات في الأشهر القادمة لإرسال آلاف المسلحين إلى إدلب من مناطق قرب وجنوبي دمشق.

لكنه أضاف في مقابلة معه في دمشق “إذا لم يكن هناك من توافق دولي على حل الأزمة السورية يخرج المسلحين الأجانب ويقطع الطريق على الإمداد والتمويل والتسليح وإن بقي هذا الظرف الموضوعي قائماً وبقيت إدلب ساحة لهؤلاء فالخيار الآخر هو الذهاب إلى معركة مفتوحة معهم في تلك المناطق.”

السماح للمقاتلين الذي يستسلمون في أي منطقة بالخروج إلى إدلب كان الاقتراح الأساسي المطروح على الطاولة في أي منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حاصرتها قوات النظام.

وتصل تلك المصالحات إلى حد التغيير الديمجرافي القسري لطرد معارضي الأسد من بلداتهم ومدنهم.

ويواجه مقاتلو المعارضة الآن قوة عسكرية لجيش النظام المدعوم جواً من روسيا وبراً بميليشيات طائفية مدعومة من إيران وميليشيا “حزب الله” اللبنانية.

وقدر حيدر أن نحو عشرة آلاف من مقاتلي المعارضة استفادوا من منحهم ممراً آمناً إلى إدلب حتى الآن من مناطق غير حلب وقال: “نستطيع أن نتكلم حتى الآن عن حوالي عشرة آلاف مقاتل. قد يكون العدد أكثر في الفترات القادمة (..) طبعاً دون حلب لأن حلب وضع آخر. بعد حلب لم ينجز الحساب الأخير.”

وتوقع أن يكون هناك عدد مواز لذلك خلال الأشهر الستة القادمة وقال “أظن هذا العدد يوازي هذا العدد إذا أكملنا ساحة المصالحات على مستوى ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.”

ولا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على أراض في تلك المناطق وقرب دمشق بما يشمل دوما في منطقة الغوطة الشرقية.

وقال حيدر إن جهود إبرام اتفاق للمصالحة هناك لم تثمر بعد.

وعن الوضع في دمشق قال حيدر “تبقى المعضلة هي معضلة دوما تحديداً”، مشيراً إلى أن اتفاقاً محلياً يمكن التوصل إليه قريباً في وادي بردى قرب دمشق. وقال “أظن أن وادي بردى سينجز وقد ينجز خلال فترة قصيرة جداً ليست بالأشهر”.

واستشهد مقاتلو المعارضة بالهجوم على وادي بردى كدليل على أن النظام غير ملتزم بوقف إطلاق نار جديد توسطت فيه تركيا وروسيا. وتقول الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير عن أن المعارك الأخيرة شردت سبعة آلاف شخص على الأقل من منطقة يقدر عدد من يعيشون فيها بخمسة وأربعين ألفاً.

وأعلنت جماعات المعارضة المسلحة في سوريا يوم الاثنين أنها قررت تجميد أي حديث عن مشاركتها المحتملة في مفاوضات سلام التي اقترح عقدها في أستانة عاصمة كازاخستان لحين وقف النظام وحلفائه المدعومين من إيران انتهاكاته للهدنة.

وتابع حيدر قائلاً: “حتى الآن الأستانة هي تعبير عن نوايا إيجابية ولم تترجم هذه النوايا إلى أفعال حقيقية” لكنه أضاف أن من الممكن عقد أول اجتماع بنهاية هذا الشهر وقال “أظن انه من الممكن أن يعقد في نهاية هذا الشهر ولو الجولة الأولى من هذا الحراك”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]