مسروقات المهجرين في حلب تُشعل اقتتالاً بين قوات النظام والشبيحة


محمد أمين ميرة: المصدر

ما إن تقدم النظام في أحياء حلب الشرقية، حتى سارعت ميليشياته وتسابقت في اقتحام منازل المدنيين في تلك المناطق بحجة إزالة الألغام وإعادة الإستقرار إلى المدينة.

ولكن مهمة “حماة الديار” تحولت بشكل سريع من تفكيك المتفجرات، إلى سرقة كل ما يرتبط بأملاك الأهالي ومحتويات منازلهم، ويتطور الأمر إلى اقتتال بين الشبيحة وقوات النظام على مسروقات في حي المشهد.

وروى “محمد ع” لـ “المصدر” لحظة العراك بالسكاكين التي تطورت إلى إطلاق نار، وتبين أن أحدهم رأى عفش منزله يباع، فهجم على البائع العسكري وحاول قتله، لكن البائع العسكري قال إنه اشترى المسروقات من أحد الشبيحة.

وأضاف “محمد” قائلاً: “الكثير من الشبيحة وقوات النظام يبيعون ما يسرقونه بأنفسهم ويعرضون على المارة أسلحتهم قبل مسروقاتهم، حتى لا يتجرأ أحد على فتح فمه، ويقولون إنها غنائمهم من الإرهابيين”.

من جهتها أكدت مصادر إعلام محلية، منها صفحات ناشطين وشبكة “شاهد عيان حلب” وقوع قتلى وجرحى للنظام والميليشيات الموالية له جراء تلك الحادثة، فيما تناقضت روايات الموالين، بين نفي وإنكار وإدعاء بعضهم أن سبب الحادثة محاولة من النظام إلقاء القبض على المعفشين، الأمر نفاه متابعون ضمن التعليقات، وقابلوه بسخرية واسعة ضمن مواقع التواصل.

وبحسب “محمد” فإنّ التعفيش الذي تجاوز كل الحدود، واستباح جميع البيوت، دفع وسائل الإعلام المؤيدة للأسد إلى الاعتراف بنهب تلك المناطق، ونسب كل ما يجري للشبيحة، وتبرئة “جيش النظام الذي لا تقل انتهاكاته وسرقاته خطورة عن اللجان والميليشيات الطائفية”، وفق تعبيره.

وأكد “محمد” في حديثه لـ “المصدر” أن معظم السكان المهجرين أتلفوا ما تبقى لهم من ممتلكات، بعدما دمر القصف معظم منازلهم، وأدركوا أن العودة باتت صعبة وطويلة، وأن النظام وميليشياته لن يتركوا أيّا من تلك الأغراض دون نهب أو سلب واستباحة كل ما فيها.

وحسبما رصدت “المصدر” من عمليات التعفيش اليومية التي تحدث في مناطق حلب الشرقية التي هجر أهلها حديثاً، فإنّ جرائم السلب والنهب السابقة التي ارتكبتها قوات النظام وميليشياتها كان لها صدى أوسع وأكبر في صفوف الموالين وإعلامهم.

ويقول ناشطون إن النظام أطلق سلطة عناصره في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في حلب وداريا وبلدات ريف دمشق، فيما تشغل قواته الأهالي بشن حملات تجنيد واعتقال عشوائية لتهجير من فكر بالعودة إلى حضن الوطن.





المصدر