‘ميليشيا “حزب الله” وقوات الأسد: لا هدنة في ريف دمشق’
7 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
بلال الخربوطلي
قبل نهاية العام الماضي توصل الطرفان: الروسي والتركي إلى اتفاق، يقضي بوقف إطلاق نار شامل على كامل الأرض السورية، باستثناء مناطق وجود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
دخلت الهدنة يومها الأول في حالة من التفاؤل المشوب بكثير من الحذر والترقب، مع قناعة سكان المناطق المحاصرة بأن النظام وميليشياته لن يلتزما بالهدنة.
كانت الساعات الأولى بعد بدء الهدنة هادئة في معظم الأراضي السورية، لكن بعد مرور اثنتي عشرة ساعة كانت طائرات النظام وقواته المدعومة بالميليشيات تمارس خرقًا واضحًا وعلنيًا في عدة مناطق من ريف دمشق.
نبع الفيجة، هو الموقع الأول الذي استهدفته براميل الأسد استهدافًا مباشرًا؛ ما أدى إلى قطع المياه عن دمشق، كما استمرت طائرات النظام المروحية والحربية باستهداف قرى وبلدات وادي بردى، مع محاولات من الميليشيات وقوات النظام اقتحام المنطقة من أكثر من محور، وقد رصدت منظمات وهيئات إعلامية، تعمل داخل المنطقة، عشرات البراميل المتفجرة، وهي تتساقط على المنطقة، رافقتها غارات من الطائرات الحربية ومئات قذائف المدفعية الثقيلة والهاون؛ ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني لما يقارب 110 آلاف مدني من أبناء المنطقة.
أصدرت الفاعليات والمؤسسات المدنية والمجالس المحلية بيانًا، أوضحت فيه طبيعة الهجمة الوحشية الشرسة التي تشنها قوات النظام وميليشياته، وناشدت الأطراف الضامنة للنظام أن تضغط عليه لإيقاف حملته الإجرامية ضد قرى وبلدات المنطقة، إلا أن النداءات باءت جميعها بالفشل، فقد استمر القصف ومحاولات الاقتحام.
أبدت الفاعليات والفصائل في بيانها، استعدادها لإدخال ورشات الصيانة؛ لإصلاح مضخات مياه النبع، وقد جرى التواصل مع ضباط روس؛ ليدخلوا المنطقة مع ورش الصيانة، وليقفوا على تداعيات الحملة العسكرية التي يقوم بها النظام، إلا أن حاجزًا تابعًا لميليشيا “حزب الله” اللبناني منعهم من الدخول.
بالتزامن مع خروقات النظام في مناطق القلمون الغربي، كانت قواته المدعومة بالميليشيات الطائفية، تشن حملة عسكرية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، دفعت بالمجلس المحلي إلى إصدار بيان يناشد الطرفين الضامنين (روسيا وتركيا) الضغط على النظام وميليشياته لإيقاف عملياته العسكرية، وايقاف القصف الذي أدى إلى نزوح كبير للسكان باتجاه مناطق الغوطة الشرقية.
يأبى نظام الأسد إلا أن يرمي بجميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية والمعاهدات التي تقتضي حفظ كرامة وحقوق الإنسان، ولا يزال النظام، مدعومًا بميليشيات إيران، يشن حملاته العسكرية الوحشية، ويستمر في القصف والقتل والتدمير؛ مُخلفًا آلاف القتلى والجرحى والمعاقين من الشعب السوري.
[sociallocker] [/sociallocker]