السيدة مريم ولحظة الرجاء في قلب "نبي الله زكريا"

من يقرأ قصص الانبياء من الصعب ان يتسلل الى قلبه ضعف الايمان ،ومن يقرأ قصة آل بيت عمران عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام لا يمكن ان يدخل الشيطان الى نفسه فقد كان في قصصهم المآسي والافراح وقد كانت المآسي هي الطريق الى الروحانيات . السيدة مريم ابنة عمران عليهما السلام كانت خير مثال كانت نورا وهدى للناس ، انها خير نساء العالمين ، لم يتسلل الخوف الى قلبها يوما ولم يعرف اليأس لنفسها طريق ورغم الظلم والآلام التي تعرضت لها من قبل بني اسرائيل الا انها قابلته بالصبر والحكمة والتضرع الى الله عز وجل فعاشت حياة الزهد والروحانيات في أجلى صورها . السيدة مريم العابدة القانتة كانت تدعو الله آناء الليل والنهار فرزقها الله من حيث لا تحتسب حتى توجه اليها سيدنا زكريا عليه السلام يوما بالسؤال عن الرزق الوفير ومن أين لها بكل هذا فأجابته بكل ثقة وايمان انه من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب كانت تلك الكلمات نبعا للطمأنينة وبابا للأمل والرجاء في قلبه ،في تلك اللحظة توجه النبي الكريم زكريا عليه السلام بالدعاء في ثقة وثبات الى الله عز وجل بأن يرزقه الولد فأجابه الله وأكرمه بنبي كريم "سيدنا يحيي عليه السلام" . انها السيدة مريم العذراء الأم الحنون لسيدنا عيسي عليهما افضل الصلاة واتم التسليم ، العابدة الطاهرة البتول. قال تعالى:﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ،هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾الآية 37،38 سورة آلعمران