(الفان الأبيض) طليقٌ في حماة ويخطف من أهلها من يريد


محمود أبو راس: المصدر

تستمر معاناة الأهالي في مدينة حماة وريفها الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في ظل العديد من الضغوط والعقبات التي تعترض حياتهم اليومية من اعتقالٍ تعسفيّ إلى تجنيد إجباريِّ، وصولاً إلى عمليات سطوٍ وقتلٍ وانتهاء في الآونة الأخيرة بعمليات الخطف المسجّلة ضدّ مجهولٍ في سواءً في المدينة أو ريفها.

خلال الفترة الماضية ظهرت عدد من عصابات الخطف التي تعتمد على خطف المدنيين واقتيادهم إلى جهة مجهولة المصير في عدد من أحياء مدينة حماة، قبل أن يتصل الخاطفون بذوي المخطوفين لتبدأ المفاوضات.

وشهدت المدينة عدة حالات خطف تراوح عددها من 15 الى 20 حالة بحسب ناشطين من المدينة، توزعت أغلبها في كل من أحياء المشاع وجنوب الملعب والبعث والبرناوي والأندلس.

وبحسب تصريحات ناشطين فإن عمليات الخطف تتم عن طريق عدة أساليب: فقد حدثت ظاهرة خطف ليلاً بالقرب من مديرية التربية، حيث كان هناك اربعة شبانٍ توقفت بجانبهم سيارة من نوع (فان) ونزل منها عدد من الاشخاص الملثمين، اقتادوا أحد الشبان إلى جهة مجهولة.

طريقةٌ أخرى للخطف ظهرت عن طريق أطفالٍ يرسلهم الخاطفون للمارة في الطريق، ويحملون ورقة يكتب عليها اسم منزل بحجة أن الطفل ضائع وهذا عنوان منزله فيقوم الشخص بإيصال الطفل الى المنزل، وهنا يكون قد وقع في فخ العصابة.

ورغم تنوّع الأساليب فإن أكثر حالات الخطف التي حدثت في المدينة تمركزت على الفان الأبيض الذي يتجول في المدينة بدون أي مسائلة او مخالفة قانونية.

ورغم ازدياد حالات الخطف في المدينة وتذمّر السكان مما يحدث، لم تبدِ قوات النظام و”الجهات المعنية” أيّ ردّة فعل تذكر، سوى تخصيص الرقم المباشر 159 والرقم 108 لتلقي الشكاوى ومتابعتها، ويقف الأمر عند الشكوى فقط.

في السياق ذاته، ُنشِرَ تصريح لقيادة شرطة حماة عبر شبكة “عاجل” الإخبارية الموالية تطلب فيها من المواطنين الحذر والتعامل مع الجهات المختصة للقبض على المجرمين، وشدَّد المصدر على ضرورة التأكد من مرجعية أي جهة تدّعي تبعيتها للجهاز الأمني وذلك قبل إدخالها إلى المنازل وذلك أيضاً بالتواصل الفوري مع الهواتف سالفة الذكر ليسهل القبض على كل من يتذرع كذباً وينتحل الصفة الأمنية لارتكاب جرائم باسمها.

وبالرغم من هذه التحذيرات والإجراءات التي وصفها أهالي حماة بـ “الوهمية” التي اتخذتها قوات النظام في المدينة إلا أن عصابات الخطف مازالت مستمرة حيث سجلت أخر حالة خطف في ساحة العاصي في بداية العام الحالي تم من خلالها خطف طفل في عمر الثمانية سنوات عن طريق “الفان الأبيض” في بداية الصباح أثناء توجهه الى مدرسته.

وبحسب ما أوردته صفحة “بالحموي” عبر الفيس بوك فإن عملية الخطف هذه تمت عن طريق ثلاث اشخاص يرتدون الزي العسكري ولم يتم التعرف عليهم.

وسبق حوادث الخطف المتكررة في حماة حوادث مشابهة في مدينة السلمية الخاضعة لسيطرة النظام أيضاً، حيث تكررت قبل ثلاثة أشهر حالات الخطف في المدينة الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة حماة، وأحصي ارتكاب 32 جريمة من هذا النوع. وذكرت شبكة “سلمية الان” على الفيس بوك أنه تم إلقاء القبض على احد أفراد الخلية التي تقوم بالخطف عرف منهم (بشار فواز السلوم ) و (خضر خالد الشدهان) من أبناء مدينة سلمية.

بعد التحقيق اعترف أفراد عصابة الخطف في السلمية على مكان لمقبرة جماعية تحوي عدداً من الجثث، منقوصة الأعضاءـ حيث كانت العصابة تعمل بتجارة الأعضاء بالتنسيق مع أطباء وبيعها لمصادر مجهولة.





المصدر