القوات العراقية تقترب من نهر دجلة وسط الموصل
8 يناير، 2017
اقتربت القوات الخاصة العراقية أمس من نهر دجلة الذي يمر وسط الموصل لتحرز تقدماً بالتزامن مع قوات أخرى مما أجبر تنظيم “الدولة الإسلامية” على التقهقر في آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد.
وطُرد “تنظيم الدولة” من أكثر من نصف المناطق التي كان يسيطر عليها شرقي نهر دجلة الذي يشطر المدينة لكنه ما زال يسيطر على المناطق الواقعة إلى الغرب من النهر. وبمجرد وصول القوات العراقية إلى النهر سيكون من الصعب على مقاتلي التنظيم الدفاع عن الموصل.
وقال متحدث إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية تقدمت أمس لتصبح على بعد بضع مئات من الأمتار من نهر دجلة وجسر استراتيجي هناك وهو أقرب نقطة بلغتها على الإطلاق من نهر دجلة في الموصل بعد شن هجوم ليلي لم يسبق له مثيل في الليلة السابقة في منطقة قريبة.
وأسفر التقدم خلال الأيام الماضية عن طرد عناصر التنظيم من عدة مناطق شرقي النهر. وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب إن تكتيكات جديدة وتنسيقاً أفضل يدعم تقدم القوات.
وذكر المتحدث صباح النعمان للصحفيين في شرق الموصل “باتت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قيادة العمليات الخاصة أو الرتل الجنوبي على بعد 500 متر تقريباً من الجسر الرابع وهو أول جسر على نهر دجلة.”
وأضاف النعمان أن جهاز مكافحة الإرهاب سيطر على حي الغفران (حي البعث سابقاً) ودخل حي الوحدة المجاور.
وقال بيان منفصل للجيش إن الشرطة الاتحادية العراقية استعادت السيطرة على مجمع طبي في حي الوحدة بجنوب شرق الموصل في تحول مهم بعد اضطرار وحدات الجيش للانسحاب من الموقع في الشهر الماضي تحت وطأة هجمات مضادة من “تنظيم الدولة”.
وذكر النعمان أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية “تسير بالموازنة في المحورين” في جنوب شرق الموصل.
وقال: “نحن نسير جنياً إلى جنب بتوقيت زمني والمسافة في نفس المستوى. وهذا حقيقة عامل مهم لم يستطع التنظيم من خلاله أن يقوم بعمليات مناورة لنقل مقاتليه وإسناد محور على حساب محور آخر.”
وأضاف: “استنزفنا التنظيم الإرهابي في هذا النوع من التقدم.”
والتقى قادة كبار في جهاز مكافحة الإرهاب أمس في موقع مؤقت في شرق الموصل حيث بدأت الحياة تعود ببطء إلى طبيعتها في المناطق التي استعيدت من “تنظيم الدولة” رغم الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية.
واصطف سكان في الشوارع وبدأ باعة في بيع منتجات غذائية مثل البيض واللحوم في مناطق اندلعت فيها اشتباكات قبل أسابيع.
ووزع أحد القادة العسكريين الحلوى على أطفال الحي أثناء وقوفه بجوار صف من مركبات سوداء من طراز هامفي في الوقت الذي سمع فيه دوي انفجارات من مكان بعيد.
وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية جزء من قوة عراقية قوامها 100 ألف فرد تضم قوات من الجيش ومقاتلين أكراداً ومقاتلين شيعة وتدعمها قوة جوية بقيادة الولايات المتحدة.
وتلقى مسلمون من السنة ووحدات البشمركة الكردية تدريبات على أيدي قوات تركية متمركزة في معسكر بعشيقة شمال شرقي الموصل.
وأغضب الوجود العسكري التركي في شمال العراق – قبل بدء الحملة على الموصل- الحكومة العراقية وتبادلت بغداد وأنقرة انتقادات لاذعة لهذا السبب قبل بدء الحملة بوقت قصير يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بغداد توصلت إلى اتفاق مع أنقرة يوم السبت بشأن طلب العراق انسحاب القوات التركية من بعشيقة.
وأفاد بيان مشترك بعد لقاء رئيسي الوزراء بأن البلدين اتفقا على احترام سيادة كل منهما على أراضيه وأشار إلى بعشيقة بأنها “معسكر عراقي”.
[sociallocker] [/sociallocker]