بين الحقيقة والوهم التحالف الإيراني الروسي إلى زوال

 microsyria.com سما مسعود

بالرغم من القضية الكبيرة التي تشارك فيها الروس والإيرانيون جنباً إلى جنب طوال السنوات الست الماضية، فإن النزاعات بين البلدين ما تزال أكبر وأعمق من أي تحالف طارئ.

ترافق رفض السفير الروسي لقاء السفير الإيراني في دمشق، برفض مليشيات الأخيرة تسهيل مرور موكب لضباط روس رفيعي المستوى إلى قرى وادي بردى لحل أزمة مياه العاصمة دمشق وأجبروهم على العودة من حيث أتو.
في الوقت ذاته فقد امتنعت روسيا عن بيع الطائرات الروسية لإيران بالرغم من كل المفاوضات التي تخوضها الأخيرة لتحقيق هذا المكسب، وكان كبير التجار الإيرانيين عسكر أولادي قال “كنا نود أن نشتري طائرات سوخوي من روسيا لكنهم لم يبيعونا هذه الطائرات بحجج مختلفة. كنا نود حقاً شراء هذه الطائرات”

كما قال :”ذهبنا إلى روسيا كثيراً لكن دون نتيجة، يمتلك الروس طائرات مدنية جيدة لكنهم لم يبيعونا”
في إشارة إلى طائرات سوخوي سوبر جت 100 التي بدأت شركة سوخوي الروسية إنتاجها عام 2000 بالتعاون مع شركة بوينغ الأميركية.

وكانت إيران قد فتحت قواعدها العسكرية في همدان أمام القوات السورية لتوجيه ضربات للثوار في المناطق المحررة من سوريا.
وتعود الخلافات الروسية الإيرانية لما قبل الثورة السورية، حيث أصدر الرئيس الروسي حينها دميتري ميدفيديف قراراً بحظر بيع صورايخ – S-300PMU1 Favorit- في سبتمبر 2010، بعد أن كان من المتوقع أن تتم الصفقة.

اقرأ أيضا: الأسد وحلفاؤه ما زالوا يعتمدون على الحل العسكري
فبينما تنظر روسيا للأزمة السورية من منظارها الاقتصادي والسياسي، فإن إيران تراها من منظور جيوسياسي طائفي، (يخدم هدفها في إنشاء هلال شيعي الممتد من أفغانستان مروراً بالعراق واليمن فسوريا) هذا ما يحول التحالف بين البلدين في سوريا إلى اختلاف على الغنائم المنهوبة.
ويرى سايمون تيزدل نائب رئيس التحرير في صحيفة الغارديان البريطانية، أن مصالح روسيا وإيران في سوريا ستتضارب في المستقبل، بسبب مواقف كل دولة وعلاقاتها في المنطقة ومع القوى العظمى.

كما يعتقد سايمون بأن تعاظم الدور الإيراني الشيعي في الأوساط السورية ذات الغالبية السنية من شأنه أن يزيد من نسبة المتعاطفين مع تنظيم القاعدة.