on
عسكريون لـ"السورية نت": هكذا تشكل مجلس قيادة تحرير سوريا من أبرز 9 فصائل في المعارضة السورية
براء الحسن - خاص السورية نت
بعد مضيّ أيام على انتهاء مباحثات الاندماج بين أبرز فصائل المعارضة السورية وصفت بـ"المتعثرة"، صدر بيان حمل تواقيع ممثلي تسعة فصائل عسكرية بارزة، في ظل غياب واضح لجبهة "فتح الشام".
وجاء في البيان: "اجتمعت الفصائل التالية: حركة أحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، أجناد الشام، صقور الشام، الجبهة الشامية، تجمع فاستقم، فيلق الرحمن، فيلق الشام، جبهة أهل الشام التي تضم جيش المجاهدين وثوار الشام وبيارق الإسلام، بتاريخ الثالث من شهر كانون الثاني عام 2017، واتفقت على خمسة نقاط رئيسية أبرزها تسمية الجسم الجديد مجلس قيادة تحرير سوريا".
كما اتفقت الفصائل المنخرطة في الجسم الجديد على تشكيل هيئة عسكرية من القادة العسكريين في الفصائل الموقعة، وتشكيل هيئة سياسية من مسؤولي المكاتب السياسية في الفصائل، على أن يأخذ المجلس قراراته بالتوافق، ويتكون مجلس القيادة من قيادات الفصائل الموقعة على البيان.
ردود فعل مختلفة أعقبت البيان، وأكثر ما أثار ردود الفعل هو وجود كل من "أحرار الشام" و"أجناد الشام" في المشروع، حيث يعتبران من مشروع الاندماج الذي أطلق عليه البعض "الأسود"، حيث وقعا الفصيلان على بيان الاندماج مع كل من جبهتي "فتح الشام"، وأنصار الدين، وحركة نور الدين الزنكيّ، و"الحزب الإسلامي التركستانيّ"، و"لواء الحق"، و"جيش السنة"، قبل أن تعلن "أحرار الشام" انسحابها من المشروع عقب عدم دخول فصائل الاندماج الثاني الذي أُطلِق عليه "الأخضر" والذي يضم كل من "صقور الشام، وجيش الإسلام، والجبهة الشامية، وفيلق الشام، وأهل الشام، وآخرين؛ وبالتالي فشل مشروع الاندماج".
إياد الشعار مستشار الجناح السياسي في "أحرار الشام" أحد الموقعين على الورقة أكد في تصريح خاص لـ"السورية نت" "أنّ الورقة المسرّبة هي مسودة اتفاق بين تسعة فصائل تهدف إلى تشكيل جسم جبهوي، خاصة عقب فشل محاولات الاندماج"، موضحاً بأنّ الورقة ليست اندماجاً، و"لكنها خطوة أولى لمواجهة تحديات الساحة المستعجلة وخاصة السياسية منها بهدف تمثيل سياسي موحّد لهذه الفصائل".
وأضاف: "الاتفاق بين الفصائل الموقعة هو أن لا يتم الإعلان إلا بعد الانتهاء من العمل كاملاً، بحيث يصبح جاهزاً خلال فترة ثلاثة أشهر".
ولفت القيادي أنه الاجتماعات في بين الفصائل تمخض عنها: "تشكيل لجنة تعمل على اجتماع قيادات الفصائل للعمل على تمثيل سياسي واحد، وغرفة عمليات عسكرية مشتركة، حيث شُكّلت لجنة بهدف تحقيق ذلك، منوهاً إلى أنّ من سرّب البيان هدفه التشويش والعمل على إفشال التشكيل الجديد"، حسب قوله.
من جانبه قال أبو حمزة قائد فصيل "أجناد الشام" الموقع على الورقة بأنّ فصيله سيكون مع أيّ اندماج شامل، و"لن يدخل في مشروع يهدف إلى إحداث استقطاب تجنباً لفتن قد تشهدها الساحة"، حسب قوله، مؤكداً بأنّ الورقة المسربة الهدف منها هو دراسة اتفاق وقف إطلاق النار واجتماع أستانا المقبل - الذي من المفترض أن يجمع بين النظام والمعارضة - "حيث أنّ تفرق الفصائل فيه سيؤدي لحدوث الأسوأ، إضافة إلى الحفاظ على المناطق المحررة، وتطوير العمل العسكري من خلال توحيد الجهود"، وفقاً للقيادي ذاته.
وأضاف في حسابه على موقع تويتر: "الاتفاق هو على مسودّة لإنشاء جسم يضم جميع الفصائل كعمل جبهويّ وليس اندماجاً"، مؤكداً بأنّ "أجناد الشام ثابتة على موقفها، وأنّ التوقيع ليس انقلاباً على الموقف السابق في الاندماج".
من جانبه أبدى الدكتور عبد الرزاق المهدي أحد أعضاء "تجمع أهل العلم في الشام" في تصريح لـ"السورية نت" استغرابه من عدم وجود جبهة "فتح الشام" في التشكيل الجديد، مشيراً أنها من "أبرز الفصائل الفاعلة عسكرياً"، حسب قوله.
واعتبر "المهدي" بأنّ عدم دعوة "فتح الشام" إلى هذا المشروع "يزيد من عزلتها وهو ما تسعى إليه الدول المعادية للثورة؛ ما قد يزيد الاستقطاب بين فصائل الساحة في الفترة القادمة، وبالتالي إحداث فتنة بين الفصائل"، وفق تعبيره.
وأكد أنّ "فتح الشام" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" فصائل كبرى لا يمكن الاستغناء عنها في أي مشروع تقارب محتمل في الساحة السورية.
مصادر خاصة داخل التشكيل الجديد أكدت لـ"السورية نت" أنّ الفصائل لم تهدف إلى إقصاء "فتح الشام" والفصائل الأخرى التي لم توقّع على الورقة، مؤكدة بأنّ "فتح الشام" شريك رئيسيّ في نجاح أيّ عمل جبهويّ في الساحة نظراً للثقل الذي تتمتّع به.
وأضافت المصادر أن هذا الاتفاق "بُنِي على أساس اتفاق سداسي سابق بين كل من فيلق الرحمن وجيش الإسلام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وأحرار الشام وثوار الشام والجبهة الشامية، حيث أنّ ماجرى هو توسعة للاتفاق السابق من خلال إضافة فصائل جديدة له".
وفي السياق ذاته، قالت المصادر - التي فضلت عدم الكشف عن هويتها - بأنّ إحدى شروط التوقيع على الورقة المسرّبة هي "عدم الإعلان قبل ثلاثة أشهر من التوقيع، حيث أكدت بعض الفصائل الموقعة بأنّه مجرد تسريب الورقة من قبل أيّ فصيل قبل هذه الفترة، سيكون الاتفاق لاغياً بالنسبة لها، مع محاسبة الفصيل الذي يسربها؛ وهو مايهدّد مضيّ الفصائل الموقعة في هذا المشروع"، مضيفة إلى أنّه من أهم أسباب فشل مشاريع كثيرة سابقة هو تسريبها قبل نضجها.
وكان الشهر الماضي حافلاً بالاجتماعات بين فصائل المعارضة، بعد استعادة النظام وحلفائه مدينة، وناقشت الفصائل خلالها مشروع اندماج يضم كافة الفصائل عقب موجة غضب شعبي جراء خسارة حلب، وتحميل الفصائل جزءاً كبيراً من المسؤولية لسقوط المدينة، بسبب تفرقها وتنازعها حتى خلال حملة النظام العسكرية على الأحياء الشرقية لحلب.