on
معارك طاحنة أودت بـ (شبيحٍ) بعد معاكسته فتاةً في حمص
رشا دالاتي: المصدر
قنابل على المنازل ورصاصٌ حيّ، ومقتل شابٍ من حمص على يد شبّيحٍ قادمٍ من الرقة، كانت عنواناً للمشهد في حي باب الدريب الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حمص، يوم الجمعة. على خلفية معاكسة القتيل لفتاةٍ نازحةٍ من الرقّة، فكانت حياته الثمن، في الحي الذي أعادت إليه قوات النظام (الأمن والأمان) كما تقول في أدبياتها.
القصة بدأت حين أقدم “سليمان عبدو سليمان”، وهو من أهالي حي باب الدريب، على معاكسة فتاة نازحةٍ من الرقة، وشقيقها متطوّع في الميليشيات الموالية للنظام (الشبيحة)، ما دعا “الشبيح” لإطلاق النار على “سليمان” مردياً إياه قتيلاً، بحسب شبكاتٍ إخبارية موالية للنظام في حمص.
ولأن سلطات النظام هي آخر من يتدخل، ولأن السلاح في مناطق النظام صار أكثر من عدد المقيمين في مناطقه، ثار أقرباء القتيل بسلاحهم وعمّ بلاؤهم جميع الجيران النازحين من الرقة، وبدؤوا بإطلاق النار ورمي القنابل على اليدوية على منازل القادمين من الرقة في المحيط، كونهم يجهلون القاتل الحقيقي، فأحرقوا خمسة منازل وشردوا أصحابها، فقط لأنهم من مدينة القاتل، والقاتل مع ذلك بقي طليقا.
بعد المعركة التي حدثت الجمعة، جاء دور سلطات النظام بالإجهاز على النازحين من الرقة، فبدأ الانتشار الأمني وحملة اعتقالات طالت معظم الشبّان النازحين من الرقة، وتقول شبكة “صوت حمص الأسد” على “فيسبوك” إن قوات الأمن اعتقلت عدة شبان من أهالي الرقة والأغلب من بهم القاتل وباشرت التحقيقات، في حين لم تأت على ذكر من هاجم منازل النازحين وأحرقها.
وعند هذه النقطة توقفت الشبكات الموالية عن نشر مجريات الأحداث هناك، بينما استمرت تعليقات الموالين التي اتسمت بالطائفية ضدّ النازحين القادمين من الرقة.
أحد المعلقين، ويدعى “أبو حيدرة” نال تعليقه التفاعل الأكبر، فقال “كل غريب خائن.. ومن الآخر عدو جدك ما بودك.. حاج نضحك عحالنا (على أنفسنا) . وكل واحد ساعدون للهروب خائن اكتر منون..وصار التدخل فقط لحماية القاتل”.
بينما قالت رهام الشيخ “يا الله وبعدين وهادا ابن الرقة بما انو مجرم شو جابو لهون يضل مع الدواعش المجرمين أمثالو والله يحمي اﻷمن”.
“ريماس الخطيب” كانت أقلّ تطرفاً من سواها من المعلقين، وعزت ما جرى إلى حمل “الأولاد” للسلاح، قائلةً “ياعيني ابن الحارة يلي هجم عبنت الرقة. وبدو يتزوجا بقوة السلاح…بلا طائفية واكل هوا. عنا بطائفتنا انجس من الغريب.. ولاد مخاطن طولن صارو زلم ويحملو سلاح..اذا معك سلاح مابيحقلك تجبرحدا عشي.. ﻻزم ابو البنت يطلع براءة أن دافع عن عرضو”.
المصدر