التفاوض على منصب الأسد .. والصورة التي تُكثف المشهد


عماد أبو سعيد – ميكروسيريا

الأسد مستعد للتفاوض على منصبه، هل يستحق هذا الخبر أن يكون من العناوين الرئيسة في مختلف وسائل الإعلام تقريباً، خصوصاً إذا أضيفت له عبارة “وفق الدستور”، أو “ليناقشوا الدستور” .. إنها تكريس لمبدأ “التفاوض من أجل التفاوض”، والإغراق بالتفاصيل، التي أعلنها وزير خارجية بشار الأسد منذ بدايات الثورة، وهو ما التزم فيه ممثلو الأسد في كل مراحل “التفاوض”.

لعل الثابت الوحيد حتى اللحظة في عقلية بشار وجماعته ، هو بالضبط ما أشار إليه المعلم مؤخراً بقوله أن “الحل السياسي هو” مزيد من العبث”، ثم هل يملك بشار الأسد قرار التنازل من عدمه؟.

ما قاله بشار الأسد، لا يعني أكثر من إبداء مرونة مطلوبة روسياً، أو محاولة التجديد في خطاب إعلامي لم يستطيع رغم كل الحملة المنسقة إعادة تلميعه وتقديمه  خارجياً كمحارب شرس للإرهاب، وهو ما يعني بشار الأسد بالضبط، أما أن يحاول إعادة إنتاج صورته داخلياً فهذا آخر همه، إذ يكفيه تأييد الشبيحة والقتلة والميلشيات الطائفية المستوردة والحرس الثوري.

الواقع أن بشار الأسد، لا يملك رفاهية التنازل إلا بالقوة، حيث القرار هو في طهران وفي مكتب المرشد خامنئي، وهذه باتت من المسلمات حتى في أذهان “الموالين” له، لكن يبدو أن هؤلاء على شاكلة “رئيسهم” الذي لم يعد يملك من قراره السياسي أو حتى الشخصي سوى قضاء حاجاته البيولوجية.

بالأمس ألقى بشار الأسد “فتيشته” أو “طزيته” كما يقال باللهجة الدارجة بشأن التفاوض في أستانا، لكن حتى هذه “الطزيته” لم ترق لمعلميه الملالي على ما يبدو إذ تجاهل علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني “أستانا” تماماً داعياً إلى التفاوض بين السوريين أنفسهم في دمشق أي في حضن الأسد، والأدق في الحضن الإيراني، إذ ربما تتحول “منصة حميميم” ذاتها أو حتى منصة موسكو إلى منصات إرهابية ، لا يجوز التفاوض أو التعامل معها.

ليست المشكلة في نسف “أستانا” ذلك أنها ستنسف إن عاجلاً أم آجلاً يقرار إيراني، لكن المشكلة أن توزع وكالة “سانا” صورة لاجتماع “شمخاني – الأسد” ويبدو فيها بشار جالساً مشدوداً في حضرة أحد معلميه الإيرانيين، في حين يبدو شمخاني “منجعياً أو منجعصاً، وكأنه في بيته وأعز، فيما المؤكد أن المكتب الصحفي في قصر بشار لم يجد أفضل من تلك الصورة، أو أكثر منها احتراماً لموفد في حضرة رئيس مفترض .. صورة تكثف المشهد “عميل في حضرة مشغله”.