جرابلس “الجديدة” تحث الخطا لإنجاز البنية التحتية


آلاء عوض

بعد مضي نحو خمسة أشهر على طرد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من جرابلس، شمالي سورية، توافدت إلى المدينة الصغيرة أعداد كبيرة من النازحين القادمين من مناطق سيطرة التنظيم في شرقي سورية والعراق، إضافة إلى مهجّري مدينة حلب، الذين قصدوا المنطقة لاتسامها بالأمان النسبي.

خلقت الأعداد الكبيرة من السكان الجدد، وضعًا معقّدًا داخل المدينة، فالبنية التحتية لم تكن مُهيئة لخدمة هذا العدد، وعلى الرغم من ذلك، يسعى القائمون على المدينة لتحسين الأوضاع المعاشية فيها، وفي سبيل ذلك يعمل المجلس المحلي مع الجانب التركي على عدة ملفات.

وأفاد محمد حبش، رئيس المجلس المحلي في جرابلس لــ (جيرون): إن “وضع المدينة يُعدّ جيدًا حاليًا وهو في تحسّن، إلا أن هنالك عدة ملفات تحتاج لتكثيف العمل، ولمزيد من التنسيق مع الجانب التركي، يأتي في مقدمتها ملف الكهرباء”. لافتًا إلى توفر التيار الكهربائي في المدينة لأكثر من 15 ساعة يوميًا، وبالمجان للسكان، و4 ساعات لريفها.

أشار حبش إلى البدء بترميم قطاع التعليم في المدينة، فبعد “انقطاع التلاميذ نحو ثلاث سنوات عن التعليم، شرعوا في العودة إلى مقاعد الدراسة، وجرى تشكيل عدة مدارس، احتوت ما يقارب الـ 4000 طالبًا وطالبة من المرحلة الابتدائية، ويتلقّون تعليمهم من مناهج معتمدة، بإشراف دائرة المعارف التركية، أما الريف، فلا يزال ملف التعليم فيه عالقًا، ويحتاج لمزيد من الوقت والجهد لإصلاحه”، لافتًا إلى وجود “محاولات فردية تطوعية من بعض المعلمين والمعلمات في بلدات الريف؛ لرفد الطلاب ببعض الأسس العلمية وتهيئتهم للعودة إلى المدارس”.

حُرم آلاف الأطفال في المدينة من التعليم، بعد أن حوّل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المدارس إلى مقرات عسكرية لعناصره، ومنع أي مبادرات فردية، أو دخول المنظمات المختصة للقيام بهذه المهمة.

أكد رئيس المجلس، أن المشكلات الرئيسة تم تجاوزها، ولا سيما تأمين الخبز والمياه، فقد “استطعنا تأمين مادة الخبز للمدينة والريف، عبر ثلاثة خطوط إنتاج تعمل ليلًا ونهارًا لتوفير ربطة الخبز بسعر 100 ليرة سورية، وهنالك خط رابع سينضم إلى الطاقة الإنتاجية قريبًا، كما تم تزويد 80 في المئة من البيوت بالمياه، وأسهم توافد النازحين إلى المدينة في  “تحسن الحركة التجارية داخل المدينة، الأمر الذي رفع أسعار إيجارات المنازل؛ بسبب كثرة الطلب، وهو ما نسعى لضبطه”.

بعض المُهجّرين من أحياء حلب الشرقية في جرابلس قالوا لـ (جيرون): “إن الأوضاع المعاشية في المدينة معقولة، لكن إيجارات المنازل فيها خيالية، ولا تتناسب مع الدخل المُمكن كسبه”.

الخدمات الصحية في المدينة “جيدة؛ فقد جرى تحويل مدرسة البنات إلى مستشفى جرابلس الميداني، ويعمل فيه كادر طبي متخصّص من سوريين وأتراك، كما يوجد عدد من المراكز الطبية الأخرى، وتقدم خدمات صحية كبيرة جدًا للمواطنين”.

كما ذكر عاملون في القطاع الطبي، أن الجهات التركية “تمنع دخول أي مشروع أو منظمة طبية إلى المدينة”، وشرح حبش أن “تركيا تحرص على إدخال منظمات مرخّصة، وتسعى قدر الإمكان إلى تنظيم آليات تفعيل البنى التحتية، فالمدينة لا تزال في طور البداية، وجرابلس الحالية لا تشبه جرابلس السابقة”.




المصدر