«أونروا» تطلق نداء للمانحين لإغاثة فلسطينيي سورية ولبنان


حمل المؤتمر الصحافي الذي عقدته وكالة «أونروا» أمس، في بيروت، رسائل متناقضة، من خلال تأكيدها للمشتكين من الهيئات الفلسطينية الأهلية «أنها توفر الخدمات للاجئين الصحية والتعليمية»، وفي الوقت نفسه توجيهها «نداء طارئاً» إلى المجتمع الدولي للحصول على المزيد من المساعدات لأن الموجود لا يكفي، وذلك من قاعة فندق من خمس نجوم، وكان بالإمكان عقد المؤتمر مجاناً في «بيت الأمم المتحدة».

كما أن تجنب الخوض في مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى لبنان بالقول «wait and see» فرض المزيد من الشكوك في عمل الوكالة في سورية، خصوصاً أن المسؤول الذي سيخلف مديرها السابق في سورية ماتياس شمالي، لا يزال ينتظر تأشيرة الدخول إلى هذا البلد.

والوكالة التي قررت إطلاق ندائها الطارئ من دول النزوح، ولبنان المحطة الأولى أمس، على أن يكون الأردن اليوم محطته الثانية، تحتاج إلى «411 مليون دولار لتمويل استجابتها الإنسانية للعام 2017 لتشمل لاجئي فلسطين المتضررين من الحرب في سورية». وفي اللقاء الذي تحدث خلاله مدير الوكالة بالوكالة في لبنان حكم شهوان إلى جانب شمالي، واستعين فيه بأصوات لاجئين قدموا شهادات، اعتبرت «أونروا» أن «الصراع في الشرق الأوسط» خلف «أكبر أزمة حماية للاجئين الفلسطينيين منذ التهجير الأول عام 1948».

وتشير أرقام للوكالة منذ كانون الأوّل (ديسمبر) 2014 إلى «تراجع عدد لاجئي فلسطين النازحين من سورية من 41413 إلى 30675. أمّا عدد المسجّلين لدى «أونروا» في لبنان بحلول كانون الأوّل 2016 فوصل إلى 31849»، ويرجح أن يتغيّر العدد بسبب وافدين جدد من سورية والولادات والوفيات والسفر من لبنان». ولم يعط شمالي وشهوان أي إحصاء لعدد اللاجئين الذين عادوا إلى سورية. ولا تتوافر لدى الوكالة إحصاءات عن أضرار مخيمات الفلسطينيين في سورية بسبب الحرب، والتي أشار شمالي إلى أن غالبيتها «تحت سيطرة النظام السوري»، لكنهما أجمعا على «الوضع الهش» للاجئين النازحين إلى لبنان وصعوبة الوصول إلى المناطق المحاصرة داخل سورية، مع الإشارة إلى عودة محدودة إلى القامشلي.

وتعاني عائلات فلسطينية نازحة من تشتت نتيجة القرار الذي كان لبنان اتخذه بمنع استقبال اللاجئين الفلسطينيين من سورية. وقالت الطفلة «رهف» إن والدها وشقيقها «علقا في سورية حين حاولا تفقد البيت ولم يتمكنا من العودة إلى لبنان».

وعلى رغم إشارة شهوان وشمالي إلى أن دولاً ثالثة استوعبت لاجئين سوريين نزحوا من سورية، ممن لا يريدون انتظار العودة، إلا أن التصاهر بين اللاجئين في لبنان والنازحين من سورية، يفتقد إلى قوننة، وتحرص «أونروا» بحسب شهوان، على إبقاء تسجيل كل شخص ضمن إحصاء سورية على حاله، ومن هو ضمن إحصاء لبنان على حاله، ما عدا الأولاد الذين يتم إنجابهم فيتبعون الوالد.

وتتوقّع الوكالة «استمرار حاجة اللاجئين إلى الحماية في العام 2017». وتستبعد في ندائها «وضع حدّ لأعمال العنف في المستقبل القريب»، لكنها «تأمل بأن تتمكّن من الوصول إلى مناطق سبينة وخان الشيح وحتّى اليرموك (وفقاً للمعطيات الحالية)، ولا بدّ من أن نكون مستعدّين لأعمال الإنعاش في المناطق المذكورة. وعلى غرار العودة إلى الحسينية عام 2015 فإنّ الأولويّة هي إعادة بناء مؤسسات المجتمع مثل المدارس والاستجابة إلى الحاجات الإنسانية المترتبة عن قطع الخدمات».



صدى الشام