‘“قطوف الأمل” أول معرض مدرسي في مدينة إدلب’
12 يناير، 2017
“بكيت بحرقة ولم أتمالك نفسي أمام جميع الحضور في معرضنا المدرسي بمدينة إدلب عندما تذكرت مسيرتنا التعليمية وأعمالنا المشابهة بصفتي مدير مدرسة النهضة سابقًا التي تديرها مؤسسة قبس، والتي احترقت ملفاتها وانهارت فيها العملية التربوية المتميزة إثر سقوط مدينتي حلب بيد نظام الأسد وحلفائهن حتى زميلي انهمرت دموعه عند لوحة لقلعة حلب”، هكذا جاءت كلمات الأستاذ “أحمد الخطيب” المنسق في مؤسسة قبس للتربية والتعليم بمدينة إدلب، والتابعة لمنظمة بنيان التي تأسست في حلب.
كان ذلك خلال معرض “قطوف الأمل” الذي أقامته مؤسسة قبس التعليمية الأسبوع الماضي في مدرسة “الظاهر بيبرس” بمدينة إدلب بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في المحافظة، ويعتبر المعرض الأول من نوعه في مدارس المدينة بعد خروجها بالكامل عن سيطرة النظام.
وقالت “ظلال عكوش” المنشطة الاجتماعية التربوية المشرفة على المعرض لــ صدى الشام: “أسمينا المعرض (قطوف الأمل) لأننا نحيا بالأمل الذي لولاه بطُل العمل، إضافة إلى أن كل عمل من أعمال التلاميذ هو شمعة أمل بالنسبة لنا”.
وأضافت أن الهدف من المعرض هو تنمية الإبداع عند التلاميذ واكتشاف قدراتهم ومهاراتهم، ولزيادة التواصل بين المعلم والتلميذ وتدعيم روح العمل الجماعي.
وجاء المعرض ثمرة التنسيق بين المدرسين والتلاميذ من خلال إجراء ورشات عمل في المدرسة، إلى جانب توزيع الأعمال المتنوعة على المعلمين كل حسب اختصاصه وتميزه.
وقد ترك المعرض صدىً مميزًا لدى تلاميذ المدرسة الذين عملوا على تطبيقها مع مدرّسيهم بروح الفريق الواحد، فقد جرى توزيع الأعمال الفردية عليهم كالطينية والورقية والصوفية وأعمال الفسيفساء والكرتون، فضلًا عن الأعمال الجماعية الأخرى من (مجسمات منوعة، سمايلات دكرون، حقائب خيش، لوحات خرز، لوحات قصب لميع) والمستوحاة بمعظمها من الوسائل التعليمية والمنهاج المدرسي.
مدير مؤسسة قبس التعليمية “أحمد الخطيب” قال إن “الناس قد يتهموننا بالسرقة والإسراف كون الأعمال المعروضة مكلفة ويتمنون لو أننا وزعنا على التلاميذ الأكل والملابس وما شابه، لكني أرد عليهم بقولي: هنالك منظمات وجهات معنية مهتمة بالجانب الإغاثي، أما نحن كمؤسسة تعليمية لا بد لنا من إقامة المعارض داخل مدارسنا فهم جزء من العمل التربوي الذي نكتشف من خلاله مواهب وإبداعات طلبتنا ونظرتهم السياسية والفكرية ورؤيتهم المستقبلية كي نوجهها ونشجعهم على تطوير ذاتهم، فهم ورقتنا الرابحة ويمكن أن تكون الأخيرة بين أيدينا، واعتمادنا عليهم لاستعادة ماضينا”.
وتعد هذه المعارض جزءاً من خطة عمل شملت انتخاب عرفاء للصفوف المدرسية مع بداية العام الدراسي، واجتماع أولياء الأمور بشكل دوري كل شهر، وفق قول “رشا حمامي” مسؤولة التخطيط والمتابعة في قبس.
ووصفت “حمامي” المعرض بأنه “أروع مما توقعت خاصةً فكرة هيكل ساعة إدلب الخشبي بمنتصف المعرض التي كانت أجمل بكثير مما رسمتها في مخيلتي”، وأشارت إلى أن مشاريعهم في مدارسهم حاليًا سبقها في فصل الصيف إدارتهم وتطبيقهم مشروع محو الأمية للأهالي في مدارس بمدينة حلب وريفها التي تتبع لمنظمة “بلد” المهتمة أيضًا بالشق التعليمي.
عقب انتهاء المعرض استطلعت صدى الشام آراء التلاميذ والمدرسات المشاركات بتصميم أعماله.
“قمر حبوش” في الصف الخامس قالت: “أنا أحب الرسم كثيرًا، أعطتني المعلمة الألوان والكرتون، ورسمت مدرسة مقصوفة والأطفال الشهداء داخلها والطيران في السماء..أنا أحب بلدي وأكره الطيران الذي يدمره ويقتلنا”.
لكن ” قمر” لم تكن الوحيدة التي أبرزت مظاهر الحرب فالطيران والدمار الذي يخلفه تخلل لوحة رسمتها التلميذة “مؤمنة البكري” تمثل خريطة سورية.
أما “رنيم” إحدى الآنسات المشاركات بالمعرض فقد صنعت مع تلميذاتها أشكالًا و “سمايلات” من مادة الديكرون.
يشار إلى أنه من المقرر أن يلي هذا المعرض في الأشهر القادمة 4 معارض أخرى مماثلة في مدارس قبس بمدينة إدلب وريف حلب.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]