الحجر الأسود يستنفر… دواعش يرفضون “أميرهم” الجديد
13 يناير، 2017
جيرون
أكد ناشطون من جنوب دمشق أن أطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في حي الحجر الأسود، جنوبي دمشق، تواصل استنفارها العسكري، على خلفية عزل أمير التنظيم في الحي (أبو هشام الخابوري)، الأحد الماضي، وتعيين أبو (زيد المالي) أميرًا جديدًا. موضحين أن حالة التوتر والاستنفار، سببها عدم وجود توافق على الخطوة الأخيرة، حيث أن عددًا كبيرًا من مقاتلي التنظيم رفض مبايعة الأمير الجديد، ما يُرشح الوضع لمزيد من التأزيم والتصعيد، على حد تعبيرهم.
وقال الناشط فارس خطاب لـ (جيرون) إن “الأمير الجديد، أبو زيد، من أبناء بلدة يلدا القريبة من حي الحجر الأسود، ومن الخلية الأولى التي عملت على تشكيل تنظيم الدولة في جنوب دمشق، كما أنه أحد أبرز المقربين من الأمير السابق (أبو صياح فرامة)، الذي خرج العام الماضي، بصحبة عدد من الأمراء، إلى معاقل التنظيم شمال شرق البلاد، بعد صفقة مع نظام الأسد لم تتضح معالمها حتى الان”.
في حين عدّ الناشط عبيدة الدمشقي في حديثه لـ (جيرون) أن ما حدث يأتي في سياق التفاهمات مع النظام السوري “لإعادة هيكلة التنظيم”، وتجهيز قوائم بالراغبين في الخروج إلى معاقل (داعش) شمال شرق البلاد، وأخرى تضم أسماء الراغبين بالتسوية والانتقال إلى الدفاع الوطني، مشيرًا إلى أن “كل ما يحدث في جنوب دمشق مرتبط بمصير المفاوضات بين اللجنة السياسية من جهة، والنظام السوري من جهةٍ أخرى، ونتائجها ستحدد مستقبل الجنوب الدمشقي، وشكل خريطته العسكرية، وما يمكن أن يتبعها من تداعيات ميدانية”.
من جهةٍ أخرى أكد ناشطون من داخل مخيم اليرموك، أن تنظيم الدولة، أغلق الحاجز أمام المحاصرين في ساحة الريجة الخاضعة لسيطرة “جبهة فتح الشام”، بعد أن فجر انتحاري من الأخيرة نفسه على إحدى حواجز التنظيم قبل أيام؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من مقاتليه، مشيرين إلى أن التنظيم أمهل المدنيين 72 ساعة للخروج من مناطق سيطرة “فتح الشام”، إلى مناطق سيطرته في مخيم اليرموك، لأنه سيستهدف المنطقة بالقصف تمهيدًا لعمل عسكري شامل ينهي وجود “الجبهة” في المخيم.
دفعت التهديدات بناشطي الجنوب الدمشقي، إلى إطلاق تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة، قد تعصف بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، خاصةً أن المنطقة الخاضعة لسيطرة “فتح الشام” يقطنها مئات المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وهي محاصرة من النظام والتنظيم، وتشهد أوضاعًا إنسانية مزرية، ولا سيما في قطاعها الطبي، لافتين إلى أنه لا يوجد في المنطقة سوى نقطة طبية وحيدة، تفتقر إلى أبسط أدوات ولوازم العلاج، الأمر الذي أدى إلى تفشي أمراض عدة بين الأطفال.
تأتي هذه التطورات تزامنًا مع وصول المفاوضات في جنوب دمشق إلى طريق مسدود، بعد أن رفض النظام أي تعديل للمبادرة التي طرحها لما يسميه “المصالحة”. وانتهت مهلة النظام للمنطقة أمس (الخميس)، وهي مجموعة الشروط التي دفع بها للجنة المفاوضات، للقبول بها أو مواجهة التصعيد، في حين تؤكد مصادر ميدانية من داخل المنطقة، أن الفصائل العسكرية سترفض المبادرة أيًا كان الثمن، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد تشكيلًا عسكريًا موحدًا في جنوب دمشق، يضم أبرز الفصائل العسكرية لمواجهة التصعيد المحتمل.
[sociallocker] [/sociallocker]