ذا نيوز داي: عن “الخط الأحمر” في سورية، كيري يقول “أميركا لم تتراجع”


مروان زكريا

 

وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يتحدث في مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية الأميركية، يوم الخميس، 5 كانون الثاني/ يناير 2017.

واشنطن، الأسوشييتد برس:

حاول جون كيري -في معرض ترويجه لفترة عمله لأربع سنوات وزيرًا لخارجية الولايات المتحدة الأميركية- أن يشرح واحدة من ملابسات أكثر لحظات الدبلوماسية الأميركية إثارة للجدل، وهي فشل الرئيس باراك أوباما في فرض “خطّه الأحمر” الذي حذر فيه النظام في سورية، من استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال كيري، في مؤتمر صحفي انعقد للحديث عن إنجازاته خلال فترة عمله وزيرًا للخارجية، إن أوباما لم يخلف وعده عام 2013، بشأن تحذيره للرئيس السوري بشار الأسد من عدم الهجوم على الثوار أو المدنيين مستخدمًا ترسانة الأسلحة الكيماوية لديه. وقال إن ذلك “الفهم الظالم” للمسألة، أضرّ بصدقية الولايات المتحدة.

ويعكس الشرح الدقيق للأحداث، التي حصلت منذ أكثر من ثلاث سنوات، الأهمية الإستراتيجية المديدة التي نسبها منتقدو إدارة أوباما، وكذلك بعض من حلفائه الدوليين، إلى الحادثة. حتى أن بعض المسؤولين الأميركان، احتجوا على الإيحاء الذي أعطاه أوباما، بأنه لم يكن محضّرًا لاستخدام القوة في سورية، أو في الشرق الأوسط، وأنه قد ينحني تحت الضغط.

وعلى الرغم من رفض أوباما لتلك الادعاءات والمقولات، إلا أنه صار من الصعب عليه، منذ تلك الحادثة، إقناع أصدقاء أميركا، وأعدائها على السواء، أن الولايات المتحدة لا تزال تمثل تهديدًا عسكريًا يردّ على الأفعال العدائية في أماكن أخرى من العالم، مثل ضم روسيا لإقليم شبه جزيرة القرم الأوكراني.

وكان أوباما قد صرح في عام 2012، بأن أي فعل يستخدم فيه الأسد الأسلحة الكيماوية، أو يحركها، يكون قد تجاوز “خطًا أحمر” وسوف يستدعي ردًا أميركيًا عسكريًا. وبعد سنة، وبعد تحقق المسؤولين الأميركان من استخدام الأسد السلاح الكيماوي، وقتله مئات من المدنيين خارج مدينة دمشق، سعى أوباما لموافقة البيت الأبيض على إجراء عمل عسكري، ثم انتهى به الأمر إلى اتفاق دبلوماسي مع روسيا حول المسألة.

وأشار كيري إلى أن التحول حدث بعد فشل ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، في الحصول على موافقة البرلمان البريطاني للانضمام إلى الضربات الجوية، وبعد أن ارتفع صوت كثير من صناع القانون الأميركان، مناديًا بعدم استخدام القوة الأميركية. وقال كيري إن أوباما اختار حلًا أفضل بعد كل ذلك، وهو صفقة دبلوماسية تجبر سورية على التخلي عن ترسانتها المصرح عنها من الأسلحة الكيماوية. قال كيري للصحفيين في وزارة الخارجية “خلاصة القول، يا أصحاب، هي أن الرئيس لم يتراجع عن نيته في “استخدام القوة”، لكنه تخلّص من الحاجة إلى استخدامها فحسب، عبر اتخاذ منهج آخر، مكننا من جعل سورية تخرج الأسلحة كلها”. وقال إن الرد التفاوضي، كان أشد أثرًا من الفعل العسكري، لأنه لم يكن هنالك ضمانة من أن تحقق الضربات الجوية النتيجة التي حققها الفعل الدبلوماسي.

وأقر كيري بأن القاصي والداني رأوا مسيرة الأحداث على أنها تراجع لأوباما. وقال إن تلك الرؤية قد أضرّت بسمعة أميركا. وقال “سوف أعترف لكم اعترافًا مطلقًا، قد سمعت ذلك في كل مكان [….] ذلك الفهم مؤلم، نعم. ذلك الفهم مؤلم”. وقال: “لا أجده منصفًا، لأنني لا أرى أنه عكس القرارات التي اتخذها –أي الرئيس أوباما- فعليًّا، ولم يعكس حقيقة الأمور التي تمكنّا من إنجازها”.

عن الكاتب: كاتب دبلوماسي، يعمل لصالح الأسوشييتد برس

اسم المقالةRecalling Syria ‘red line,’ Kerry says US didn’t back down
الكاتبMATTHEW LEEماثيو لي
مكان النشر وتاريخهThe news day

6/1/2017

رابط المقالةhttp://www.newsday.com/news/nation/recalling-syria-red-line-kerry-says-us-didn-t-back-down-1.12874897/
ترجمةمروان زكريا



المصدر