on
طيران التحالف يوسع دوائر استهدافه لقيادات “فتح الشام”
حافظ قرقوط
في خطوة لافتة بدأ طيران التحالف الدولي يستهدف عناصر “جبهة فتح الشام” وهم على دراجاتهم النارية، فقد استهدفت الغارات (الأربعاء)، 4 دراجات نارية وسيارتين، شرق وجنوب مدينة سراقب، بريف محافظة إدلب الجنوبي الشرقي.
تعرضت مواقع واهداف متحركة تابعة لـ (جبهة فتح الشام)، بريف إدلب إلى سلسلة غارات جوية، نفذتها طائرات التحالف الدولي، وأدّت إلى مقتل 20 عنصرًا، هم حصيلة يوم واحد (الأربعاء) من الغارات.
أفاد ناشطون من المنطقة أن جميع من جرى استهدافهم، كانوا خارجين من اجتماع للجبهة في تلك المنطقة، ويُعتقد أن عملية الرصد والمتابعة كانت دقيقة، حيث قصفت الطائرات أهدافها مباشرة، ولم ينجُ أحد.
وكانت (جبهة فتح الشام) في محافظة إدلب، تعرضت إلى تصعيد في العمليات العسكرية التي تستهدفها، إن كان بغارات من الجو لطائرات بلا طيار، أو بعمليات اغتيال على الأرض، وذلك منذ مطلع العام الحالي، في تواتر سريع بعد الإعلان الروسي – التركي عن الهدنة المُفترضة في سورية، التي استُثنيت منها “الجبهة” وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
مع مطلع العام الحالي، قصفت طائرة للتحالف إحدى السيارات التابعة لـ “الجبهة”، على طريق باب الهوى قرب الحدود التركية، قُتل فيها عنصران كانا يستقلانها، واستُهدفت سيارة أخرى في مدينة سرمدا إلى الشمال من إدلب، قتل فيها نحو عشرة عناصر أيضًا.
تعرّضت “الجبهة” في ثالث أيام السنة الجديدة، إلى خسارة كبيرة، حيث أغارت طائرة تابعة للتحالف، على إحدى مقراته الرئيسة، في منطقة تقع بين سرمدا وكفرديان، وتُشير المعلومات إلى أن المقر، كان يحوي سجنًا تديره (دار القضاء) التابعة للجبهة، وأسفرت تلك الغارة عن مقتل عدد من السجناء، إضافة إلى عناصر من “الجبهة”، وكان عدد القتلى والجرحى بالعشرات.
وفي سادس أيام السنة الجديدة، كان الهدف في مدينة تفتناز، الواقعة في ريف إدلب الشرقي، بغارة لطيران التحالف على منزل يونس شعيب المكنى بـ “أبو الحسن تفتناز”، وهو عضو مجلس شورى التنظيم، ما أدى إلى مقتله مع ابنه، إضافة إلى أحد شرعيي الجبهة، الذي كان موجودًا في المنزل.
لا يمكن أن تجري متابعة الدراجات النارية، والسيارات، بوصفها أهدافًا متحركة على أرض متداخلة، بتلك الدقة، إلا من خلال مساعدة على الأرض، بزرع أو توزيع إشارات ما، ومن المرجح أن يقلق هذا التطور جميع الفصائل المقاتلة، وليس “الجبهة” وحدها.
تُشكل هذه العمليات المكثفة والدقيقة -من طيران التحالف الدولي- مفصلًا جديدًا من مفاصل القتال بسورية، وسيطرح بالتأكيد أسئلة على جميع الفصائل، عن طبيعة الاختراق الذي تتعرض له الجبهة وغيرها.
إصرار النظام في المرحلة السابقة، على تهجير الناس من بعض المناطق إلى محافظة إدلب، جعل الجميع يُحذّر من أن تكون هذه المحافظة ضمن مخطط ناري، يُشبه ما جرى في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وهو أمر سيؤدي في حال حصوله إلى مجازر وكوارث كبيرة، نتيجة الكثافة السكانية الموجودة في المحافظة ومدنها.
استجابت جبهة (النصرة) سابقًا للضغوط والطلبات السورية وغيرها، بالابتعاد عن تنظيم القاعدة، كما قامت بتغيير اسمها إلى (جبهة فتح الشام)، لكن بقي ذلك غير كاف محليًا ودوليًا، والآن مع تلك الملاحقات الجديدة، لا شك سيعود الحديث عن مستقبل الجبهة، خاصة أن المطلوب أميركيًا وروسيًا من الفصائل المقاتلة تحديد موقفها من الجبهة، والابتعاد عن مقراتها.
الأيام المقبلة قد توضح شيئًا عن التفاهمات والتطورات الحاصلة اقليميًا ودوليًا، خاصة إذا بقي العمل مستمرًا على عقد مؤتمر أستانة، وهو ما سيضع الجبهة على واجهة الأحداث العسكرية والسياسية في المرحلة القادمة.
إلى ذلك تنتشر في محافظة إدلب عمليات الاغتيال، من خلال زرع العبوات الناسفة في السيارات أو الطرقات، أو إطلاق النار من ملثمين مجهولين.
توزعت التهم التي سيقت حول عمليات الاغتيال على الأرض، بين أيادي خفية تابعة للنظام لتصفية معارضيه، وبين صراع على النفوذ بين الفصائل، كما يُشير بعضهم إلى مسؤولية تنظيم (داعش) عن ذلك.
أيًا كانت الأطراف التي تقف خلف تلك الاغتيالات، أو تلك التي تزرع العبوات الناسفة، فإنها باتت تشكل قلقًا للجميع، بوصفها ظاهرة في المحافظة، حيث يمكن العثور في أي لحظة على جثة في مكان ما.
المصدر