قائد أحرار الشام يكشف سبب الخلاف الداخلي للحركة وكواليس اندماج الفصائل


اعترف "أبوعمار العمر" قائد حركة أحرار الشام الإسلامية بوجود خلافات داخل الحركة، نافيًا في الوقت ذاته أن يكونوا هم من عطَّلوا مساعي الفصائل للاندماج في سوريا، معتبرًا أن تلك الاتهامات "إجحاف وظلم".

وقال "العمر" في لقاء صحفي مع الإعلامي هادي العبد الله: "إن الخلافات داخل أحرار الشام ذات طابع إداري ليس أكثر، تسرَّبت وطفت على السطح في الفترة الأخيرة، وقام بتضخيمها من له مصلحةٌ بشقِّ صفِّ الأحرار، لكن لم تحصل أي عملية انشقاق، ولا تزال الحركة متماسكة ومؤسساتها لا يوجد فيها خلل، والإشكال في طريقه للحل".

واعتبر "العمر" أنَّ الاتهامات الموجَّهة لهم بتعطيل الاندماج بين الفصائل فيها ظلم وإجحاف، مستعرضًا المشاريع التي كانت أحرار الشام جزءًا منها، ابتداءً من الجبهة الإسلامية السورية عندما كانت تحت مسمَّى "كتائب"، ومرورًا بتشكيل حركة أحرار الشام الإسلامية من اندماج عدة فصائل، ووصولًا إلى الدخول في الجبهة الإسلامية".

وقال "العمر": "لبَّينا قبلَ أكثر من سنة دعوةَ تجمع أهل العلم للاندماج، وتوقَّفت الاجتماعات بعد ذلك، بسبب رفض بعض الفصائل لتلك الدعوة، ليعود عددٌ من المشايخ ويطلبوا تفويضًا مفتوحًا من الفصائل من أجل العمل على دمجها، ففوضتهم أحرار الشام، إلا أن المساعي لم تنجح بسبب رفض بعض الفصائل للمشروع مجددًا، لتتكرر المحاولة قبل ثلاثة أشهر، وتم الاتفاق على مسودات أساسية لدمج 15 فصيلًا، إلا أن المشروع توقَّف بسبب رفض "فتح الشام" له دون إبداء أسباب لهذا التوقف".

وعن الاجتماعات الأخيرة للاندماج قال العمر: "نريد اندماجًا يحقق توحيد القرار العسكري والسياسي، ويضم كل أو معظم فصائل الساحة، فأطلقت أحرار الشام مبادرة لتشكيل جبهة ذات تنسيق عالٍ في القضايا السياسية والعسكرية والقضائية والأمنية، فقبل بها عددٌ من الفصائل، لكنهم أبلغوا مَن وافق أنهم سيعرضون المبادرة على جميع الفصائل، بما فيها جبهة فتح الشام، وحصل اجتماعٌ مع حركة نور الدين الزنكي والجبهة، بهدف طرح المبادرة الجبهوية عليهم، لكنهم ناقشوا الاندماج حسب المبادرة التي توقَّفت قبل أشهر، وبعد تذليل العقبات تم التوقيع على اتفاق أوَّلي للاندماج، يدعى له كل فصائل الساحة، بما فيها الموافقة على الكيان الجبهوي.

ولما عُرض الاتفاق الأوَّلي بين أحرار الشام وفتح الشام والزنكي على الفصائل الأخرى، اعتبرت أنها استُثنيت وأُقصيت، وطالبت بجلسات جديدة لمناقشة الأسس والضوابط، على الرغم من أن حركة نور الدين الزنكي أكَّدت أنها مفوضة من عدد من الفصائل، لكن تلك الفصائل لما دعيت للموافقة رفضت ذلك، واعتبرت أنها تم إقصاؤها، وطالبوا بإعادة مناقشة الأمور منذ البداية، لكن جبهة فتح الشام رفضت مطالب الفصائل الأخرى بتصفير الاجتماعات، واعتبار أن الاندماج طرحٌ جديدٌ مختلف عن السابق، ويجب مناقشته من جديد، الأمر الذي جعل من المتعذَّر حصول اندماج كُلي يوحِّد القرار السياسي والعسكري".

وأشار "العمر" إلى وجود مقترح حالي من أجل تشكيل جبهة ذات طابع تنسيقي عالي المستوى، بحيث تضمَّن توحيد القرار العسكري والسياسي، باعتبار هذا الخيار هو الأنسب حاليًّا، على أن يكون مآل هذه الجبهة اندماجيًّا بعد مرور فترة من الزمن، في حال تهيَّأت الظروف.