لاجئون سوريون يرفضون العودة وإن انتهت الحرب
13 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
محمد أمين ميرة: المصدر
بدأ السوريون يوما بعد آخر يتأقلمون مع ثقافات البلاد الأخرى، ويبنون مستقبلهم بعيداً عن أرضهم ومدنهم، ما يجعل مسألة العودة متباينة من لاجئ إلى آخر، لأنهم يتغيرون وفق منحى مختلف بمعزل عن أهلهم وأصدقائهم.
تسجيلات عديدة انتشرت تسأل بعض اللاجئين عن رغبتهم بالعودة، إن انتهت الحرب، فكانت الآراء متباينة، ومعظم الأجوبة تناولت الحنين إلى سوريا، ورغبة العودة إليها، فيما بدى التأثر واضحاً على البعض ورفضوا أن يعودوا مهما كانت الأحوال، نتيجة ما خبروه من قهر الحرب ومعاناتهم في بلادهم.
ومن تلك المقاطع المصورة، ما نشرته شبكة (آي جي بلس عربي) عن قصة لاجئ سوري من حلب مقيم في غزة، رفض العودة إلى بلاده وإن انتهت الحرب، قائلاً إنه سيكتفي بزيارته، لكن لن يستغني عن فلسطين وغزة وفق تعبيره.
شريطٌ آثار آراءً متباينة بين متعاطف لفكرة اندماجه وتعلقه بفلسطين الأرض المقدسة، وبين ممتعض لقسوة هذا اللاجئ ورفضه العودة ونسيان هويته وموطنه.
“محمود دباس” أحد اللاجئين في تركيا تحدث لـ “المصدر” مؤكداً أنّ وجود نظام “بشار الأسد” في السلطة هو العائق الأبرز في إحجام المغتربين عن العودة، إذ أثرت انتهاكاته على دول الجوار، فكيف بشعبه الذي ذاق ويلات النزوح والتشرد.
يضيف دباس: “العودة في ظل وجود النظام وأجهزته القمعية رجوع إلى القهر والعبودية، مؤكداً أن الشعب أدرك أن لا مستقبل له في هذا البلد الذي تحول مسرحاً للمتطرفين والمقاتلين الأجانب، الذين جاؤوا بمسميات عدة، وظهر دورهم كعدو للتغيير وإسقاط النظام واقتصرت أدوارهم على تنفيذ أجندات دولية” حسب تعبيره.
وتعليقاً منه على اللاجئ الذي يرفض العودة وإن انتهت الحرب يقول دباس لـ “المصدر”: إن “السبب أن أمثال هؤلاء كرهوا البلد لما عانوا فيها من ظلم وقهر واستغلال، واعتقالات وسياسة تطفيش، اتبعها النظام منذ بدء الثورة السلمية في آذار عام 2011، وحين لجأوا إلى دول الجوار أو إلى مناطق عربية وأوروبية، استطاعوا تكوين بنية للعمل والتحضير لمستقبل أفضل، وقرار العودة حينها لن يكون سهلاً”.
ويرى الناشط الاجتماعي شاهر رجوب في حديثه لـ “المصدر” إن العودة على المستوى الشخصي تعني الرجوع للصفر، وقد استقر حاليا في مصر، رغم أن البلد بحاجة لمن يعيد بنائها من جديد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مئات السوريين الذين هاجروا إلى أوروبا هرباً من الحرب في بلادهم، عادوا إليها نتيجة الأوضاع الصعبة التي واجهتهم في دول اللجوء والإحباط الشديد الذي شعروا به في الخارج، ما جعلهم يقررون العودة، لكنهم تفاجئوا بأن سورية تغيرت، ومأساتها تتفاقم نحو الأسوأ يوما بعد آخر.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]